أعلن النجم التونسي علي معلول بشكل رسمي اختتام مسيرته مع النادي الأهلي، مؤكدًا رحيله عن صفوف الفريق بعد نهاية الموسم الحالي 2024-2025. وبهذا، تُسدل الستار على رحلة حافلة بالإنجازات امتدت لتسع سنوات داخل القلعة الحمراء.
علي معلول يودّع الأهلي: رسالة مؤثرة تنهي مسيرة تاريخية
في بيان مؤثر نشره معلول عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، صرّح قائلًا: “جمهور الأهلي العظيم، لقد تم إبلاغي رسميًا بانتهاء مسيرتي مع الأهلي”.
وتابع النجم التونسي مخاطبًا الجماهير: “أيها الجمهور الوفي، خلال كل هذه السنوات، كنتم لي بمثابة الوطن حين ابتعدت المسافات، ومصدر الدفء في قسوة المباريات. صدقوني، لم أشعر بالوحدة يومًا؛ كنتم سندي حين انحنت الأيام، وقوتي حين اشتدّت المحن، وهتافكم كان الأمل الذي لا يخيب، والمحبة التي لا تُقدّر بثمن. وإذا كانت المسيرة الكروية تُقاس بالسنوات، فإن ما يجمعنا لا يُقاس إلا بعمق المحبة والوفاء.”
شاهد احتفال لاعبي الأهلي مع معلول بعد صناعة هدفه أمام فاركو
وأردف معلول مؤكدًا: “منذ أن وطأت قدماي قلعة الأهلي في صيف عام 2016، أدركت حينها أنني لم أوقع عقدًا مع مجرد نادٍ، بل دخلت في عهد وولاء لأمة كاملة تُدعى الأهلي. تسع سنوات مرت وكأنها لمح البصر، يصعب وصفها بكلمات قليلة، لكنها كانت زاخرة بكل ما يمنح الحياة معناها: الفرح، الدموع، لحظات الصعود، السجود بعد تسجيل الأهداف، وذلك الانتماء العميق الذي لا يمكن شراؤه بالمال.”
واستطرد قائلاً: “لم أكن يومًا مجرد لاعب محترف؛ بل كنت عاشقًا يرتدي القميص الأحمر كما يُرتدى القلب. عشت كل دقيقة في “التتش” بروح طفل، كأنني نشأت في مدرجات الدرجة الثالثة، وتعلمت معنى أن تكون “أهلاويًا” قبل أن أتعلم المشي. واليوم، بينما أخط كلماتي الأخيرة مرتديًا قميص الأهلي، لا أودع ناديًا فحسب، بل أودع جزءًا لا يتجزأ من روحي.”
وبصوت ملؤه الشكر، أوضح معلول: “يا جمهور الأهلي العظيم، أنتم جوهر كل شيء ومعناه. كنتم العون والسند في كل لحظة تواجد، والصبر في كل لحظة غياب، وكنتم الداعم الأكبر في كل مباراة كُتب فيها المجد. لم أسجل أهدافي أو أمرر كراتي الحاسمة بمفردي أبدًا؛ بل كنتم دومًا معي في كل مرة ارتفعت فيها راية الأهلي، تشاركونني لحظات المجد، وتسامحونني عند التعثر، وتغمرونني بحب لا يُضاهى أو يُرد.”
وأفصح عن أرقامه مع الفريق قائلاً: “خلال مسيرتي، سجّلت 53 هدفًا، وصنعت 85 هدفًا حاسمًا لزملائي، ورفعت 22 بطولة خالدة. لكن صدقوني، لم يكن أي من هذه البطولات يضاهي قيمة “بطولة محبتكم” الغالية. كنت شاهدًا فاعلاً وصانعًا للمجد في واحدة من أعظم الفترات التي مرّ بها الأهلي، وبقي اسم علي معلول محفورًا ضمن سطور التاريخ، ليس لشيء سوى لأنني كنت جزءًا لا يتجزأ منكم، ولكم، وبينكم.”
شاهد آخر هدف من صناعة علي معلول مع الأهلي
وأخيرًا، ختم بيانه قائلاً: “اليوم، أخط لكم خبر رحيلي الأخير، والدمع يزاحم الحبر على الورق. لكنني أمضي نحو المستقبل وقلبي مطمئن، لأن جزءًا مني سيبقى خالدًا في مدرجاتكم، وصدى صوتكم سيظل يتردد في أذني. لا أبالغ أبدًا حين أؤكد أنني وجدت في الأهلي بيتًا أرحب من كل البيوت، ووطنًا ثانيًا صادق الانتماء إليه، حتى كأنني لم أعرف وطنًا سواه.”
واختتم علي معلول رسالته الوداعية المليئة بالمشاعر قائلاً: “إلى أهلي وزوجتي وأبنائي الأعزاء، إلى زملائي وأصدقائي، إلى الإدارة والعاملين في النادي الكرام، وإلى كل من تشرفت بالعمل معهم؛ أتقدم لكم بجزيل الشكر لأنكم كنتم عائلتي الحقيقية. أما بالنسبة للجمهور الأهلاوي العظيم، فأقول لهم: آن الأوان لجسدي أن يغادر، لكني أترك قلبي وظلي محفورين في “التتش”، وأمنح دعائي الخالص لكل من سيرتدي هذا القميص من بعدي، أن يحمله بنفس الشغف والعزيمة التي حلمنا بها دائمًا نحو القمة. أنا راحل، لكن الحب بيننا باقٍ إلى الأبد. أحبكم للأبد.”