محرك جديد للأسعار.. الاستثمار الإسلامي يمنح الذهب دفعة قوية في الأسواق العالمية

افتُتحت خزنة جديدة عالية التأمين بسعة تخزينية تصل إلى 20 طناً في مدينة نيلاي بماليزيا، لتلبية الطلب المتزايد على منتجات وخدمات الذهب المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. تدير المنشأة وحدة تابعة لشركة “لوميس إيه بي” السويدية بالتعاون مع شركة الأمن المحلية “إي 2 إس غروب”، في خطوة تعكس نمو قطاع السبائك الإسلامية في البلاد.

منشأة تخزين جديدة تعكس نمو سوق الذهب الإسلامي

صرح جيريمي بيه، رئيس “لوميس إنترناشونال” في سنغافورة، أن هناك رغبة متزايدة بين تجار السبائك المحليين في الحصول على منشآت تخزين آمنة ومناسبة. وأوضح أن هذه الخطوة تأتي استجابة لإطلاق العديد من البنوك المحلية منتجات استثمارية تُعرف باسم الذهب الحلال، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من العملاء الساعين إلى تنويع استثماراتهم بما يتوافق مع مبادئهم الدينية.

لماذا يتوافق استثمار الذهب مع أحكام الشريعة؟

يُعتبر الذهب خياراً استثمارياً مثالياً ضمن قطاع التمويل الإسلامي، لأنه أصل مادي ملموس ولا يدر فوائد ربوية، وهو ما يتماشى مع الضوابط الشرعية. لكن هناك اعتبارات أخرى يجب الوفاء بها لضمان التوافق الكامل، حيث أن شروط الاستثمار في الذهب حسب الشريعة تتطلب ربط كل معاملة بأصول مادية واضحة ونقل الملكية بشكل فوري، وهو ما يختلف عن بعض الممارسات في الأسواق العالمية.

من جهته، أكد لويس هيمس، المدير التجاري في بورصة دبي للذهب والسلع، أن الذهب يلبي الكثير من متطلبات المستثمر الملتزم بالمبادئ الإسلامية. ويشهد أداء المعدن الأصفر ارتفاعاً ملحوظاً على المستوى العالمي، مدعوماً بطلب من البنوك المركزية والمستثمرين، مع توقعات بتحقيق المزيد من المكاسب.

ماليزيا تقود الطلب على منتجات الذهب الحلال

يشهد الاستثمار في الذهب الإسلامي زخماً قوياً في ماليزيا بشكل خاص، حيث حقق صندوق مؤشرات متداولة مدعوم بالذهب الحلال مستويات قياسية هذا العام. وفي السياق ذاته، أطلق “بنك راكيات” منتجاً يتيح للعملاء الاستثمار في الذهب عبر الإنترنت وفقاً للضوابط الشرعية، والذي لاقى نجاحاً فورياً.

وقالت مخرازينيم بنتي مختار، النائب الأول لرئيس قطاع ودائع الأفراد في البنك، إن الطلب على منتجات الاستثمار في الذهب مرتفع للغاية. وأضافت أن العملاء بدأوا في تحويل مدخراتهم من السيولة النقدية إلى الذهب كأحد أفضل طرق تخزين الثروة على المدى الطويل.

تحديات الوعي تواجه انتشار سبائك الذهب الشرعية

على الرغم من النمو الملحوظ، لا يزال نقص الوعي يمثل عائقاً أمام انتشار هذه الاستثمارات على نطاق أوسع. ووفقاً لأندرو نايلور، رئيس منطقة الشرق الأوسط في مجلس الذهب العالمي، يعتقد الكثيرون خطأً أن الذهب لا يُعتبر متوافقاً مع الشريعة ما لم يتمكن المستثمر من حيازته مادياً في منزله.

وأشار نايلور إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لرفع مستوى الوعي وتوضيح أن هناك طرقاً شرعية للاستثمار في الذهب وتخزينه في خزائن مؤمّنة ومعتمدة تضمن الملكية الكاملة والفورية للمستثمر.