اقتراب الدراسة يُثقل كاهل الأسر.. القروض الاستهلاكية ملاذ المغاربة مع دخول مدرسي مرتقب

ارتفاع تكاليف الدخول المدرسي يثقل كاهل الأسر المغربية، ما يدفع الكثيرين نحو القروض الاستهلاكية لتغطية مصاريف التسجيل واللوازم الدراسية. تشير البيانات إلى ارتفاع نسبة المديونية لدى الأسر، محذرة من تفاقم هذه الظاهرة مع تزايد القروض المتعثرة. وتُعتبر الفئات المتوسطة الأكثر تضرراً من هذه الأعباء المالية.

تكاليف الدخول المدرسي تدفع الأسر المغربية نحو القروض

تواجه العديد من الأسر المغربية، وخاصةً المنتمية للفئة المتوسطة، صعوبات مالية متزايدة مع اقتراب الدخول المدرسي. تُجبرهم تكاليف التسجيل في المدارس الخاصة والبعثات الأجنبية، بالإضافة إلى مصاريف الزي المدرسي والكتب والأدوات، على البحث عن حلول تمويلية عاجلة، فيُلجأ الكثير منهم إلى القروض الاستهلاكية كخيار لتغطية هذه النفقات. يزداد الطلب على هذه القروض بشكل ملحوظ في الفترة ما بين منتصف أغسطس وبداية سبتمبر.

ارتفاع المديونية لدى الأسر المغربية بسبب المصاريف الدراسية

كشفت بيانات بنك المغرب لعام 2024 عن ارتفاع مُقلق في نسبة مديونية الأسر. أظهرت الإحصائيات أن 32% من الأسر المتقدمة للحصول على قروض يتجاوز دينها 40% من دخلها، بينما تصل هذه النسبة إلى 23% لدى الأسر التي تتخطى مديونيتها 70% من دخلها، وهو مستوى يُعتبره الخبراء غير مستدام. يشير هذا الارتفاع إلى تفاقم مشكلة المديونية المفرطة، خاصةً مع تزايد الضغوط المالية المرتبطة بالدخول المدرسي.

القروض المتعثرة وتأثيرها على الوضع المالي للأسر

شهدت القروض المتعثرة ارتفاعاً ملحوظاً، لتصل إلى 44.5 مليار درهم، بزيادة قدرها 6.6% خلال عام واحد. بلغ معدل التعثر في القروض الاستهلاكية 13.9%، مُقارنةً بـ 8.3% في القروض العقارية. وصل إجمالي ديون الأسر المغربية إلى 427 مليار درهم، منها 162 مليار درهم قروض استهلاكية، بزيادة قدرها 7.9%. تمثل هذه القروض الاستهلاكية 27% من الناتج الداخلي الخام، وهي نسبة تفوق المعدلات المُسجلة في العديد من الاقتصادات الناشئة، ما يثير مخاوف حقيقية بشأن استدامة الوضع المالي للأسر المغربية وقدرتها على سداد ديونها، خاصةً مع تزايد أعباء الدخول المدرسي.

مقارنة نسب القروض