Categories: منوعات

التكنولوجيا لم تضعف روحانية رمضان بل عززتها

أكد الشاعر والروائي محمد أبو زيد أن دخول التكنولوجيا إلى الطقوس الرمضانية هو أمر طبيعي ومطلوب، مشيرًا إلى أن التطور لا يمكن إيقافه، بل يجب التفاعل معه والاستفادة منه.

وقال أبو زيد، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط: “لا يمكنك أن توقف عجلة التقدم وتظل عالقًا في الماضي، حتى لا ينساك العالم ويتجاهلك. التكنولوجيا الحديثة موجهة بالأساس إلى الأجيال الجديدة التي تعتمد عليها في مختلف جوانب حياتها، ومن الطبيعي أن تمتد إلى العادات الرمضانية، لتصبح أكثر ارتباطًا بها، وتخلق لها طقوسًا جديدة تناسب تفكيرها”.

وأضاف: “التطور الرقمي لم يخصم من روحانية رمضان، بل ساهم في تعزيزها، فمثلًا تطبيقات قراءة القرآن والكتب الدينية تتيح للصائم التفاعل مع النصوص الدينية في أي وقت وأي مكان، سواء في الطريق أو أثناء انتظار المواصلات، دون الحاجة للعودة إلى المنزل. وهذا يمنح تجربة أكثر مرونة وعمقًا في ممارسة الطقوس الرمضانية”.

وشبه أبو زيد هذا التغير بتطور الفوانيس الرمضانية، قائلًا: “التمسك بالفانوس القديم الذي توضع فيه شمعة وسط انتشار الفوانيس الحديثة بالبطاريات يجعل الطفل يشعر بالغرابة، والأمر ذاته ينطبق على التكنولوجيا، فهي لا تلغي المظاهر الرمضانية بل تسهلها وتطورها “.

ودعا أبو زيد إلى عدم التمسك الصارم بالماضي، قائلا: “المظاهر التقليدية هي صنيعة الإنسان، وهي تتطور بتطوره، وأي جديد يحتاج إلى وقت كي يندمج مع التقاليد، لكنه مع مرور السنوات يصبح جزءًا لا يتجزأ من الطقوس التي لا يمكن الاستغناء عنها”.

ويعد محمد أبو زيد أحد أبرز الأسماء في جيل الشعراء المعاصرين الذين رسخوا قصيدة النثر في المشهد الأدبي العربي. وحقق سابقة مهمة في تاريخ جوائز الدولة المصرية، حيث كان ديوانه “جحيم” أول ديوان قصيدة نثر يفوز بجائزة الدولة التشجيعية وذلك عام 2020، مما مثل اعترافًا رسميًا بهذا الشكل الشعري الحديث في الأوساط الثقافية المصرية.

وأصبحت الهواتف الذكية أداة رئيسية لمساعدة المسلمين في أداء عباداتهم خلال شهر رمضان، كما وفرت تطبيقات القرآن الكريم مثل “Ayat” و”Quran Majeed” تجربة قراءة سهلة مع تلاوات متنوعة وتفسيرات متعددة اللغات، بينما قدمت تطبيقات الأذكار مثل “Muslim Pro” و”Athan” إشعارات بالأذكار اليومية وأوقات الصلاة بناءً على الموقع الجغرافي للمستخدم.

كما أصبح بالإمكان متابعة الدروس الدينية عبر منصات مثل “يُسر” و”Bayyinah TV” التي وفرت محاضرات في التفسير والحديث والتزكية، ما عزز الوعي الديني دون الحاجة إلى حضور حلقات العلم التقليدية في المساجد.

وأطلقت بعض الدول العربية مبادرات رقمية للحفاظ على هذا التقليد، مثل الاستعانة بروبوتات ذكية أو استخدام مكبرات الصوت الذكية لتشغيل نداءات السحور في الأحياء السكنية، وهو ما أثبت أن التكنولوجيا لم تلغ التقاليد بقدر ما أعادت تشكيلها بطرق عصرية.

سامح المصري

خريج كلية الإعلام جامعة الإسكندرية عام 2012، متخصص في الصحافة التقنية والترفيهية، شغوف بمتابعة أحدث الابتكارات وقصص الإبداع في عالم التكنولوجيا والفنون.

Recent Posts

طريقة عمل كيك قمر الدين بمذاق لا يقاوم

كيك قمر الدين من الحلويات الشهية و اللذيذة التي يمكنك إعدادها وتقديمها لأفراد أسرتك في…

3 دقائق ago

فيديو- جموع المصلين بالجامع الأزهر يتضرعون إلى الله بالدعاء

بوجوه خاشعة مطمئنة، رافعين أكف الضراعة إلى الله تعالى، وقف آلاف المصلين قياماً يؤمنون خلف…

4 دقائق ago

حسن فؤاد يطرح “في كل بيت” بالتعاون مع ريتشارد الحاج

وفي تصريحات صحفية تحدث حسن فؤاد قائلًا: "غبت لسنوات من ترتيب ربنا، وطوال هذه الفترة…

5 دقائق ago

تحديث ببجي موبايل 3.7 PUBG Mobile ينطلق بميزات جديدة عودة الخرائط المحبوبة وأسلحة ومركبات مبتكرة لتجربة لعب أكثر إثارة

تحديث ببجي موبايل 3.7 حيث تعتبر PUBG Mobile واحدة من أبرز الألعاب المنشرة عالميًا، حيث…

6 دقائق ago

ريال مدريد يعود إلى الخلف!

– لا تزال أصداء مباراة الريال أمام أتلتيكو مدريد في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال…

8 دقائق ago