نتائج مبشرة.. تطبيق إلكتروني يُقلل محاولات الانتحار بشكل واعد

أظهر تطبيق إلكتروني جديد، OTX-202، نجاحًا كبيرًا في تقليل محاولات الانتحار بنسبة تقارب 60% لدى المرضى النفسيين بعد خروجهم من المستشفى. الدراسة، التي أجرتها جامعتي “ييل” و”أوهايو ستيت” ونُشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية، أكدت فعالية التطبيق في توفير علاج نفسي مخصص لمنع الانتحار، ليُسَدّ بذلك فجوة حرجة في الرعاية النفسية post-discharge. ويُعد التطبيق بارقة أمل جديدة في مواجهة أزمة الانتحار المتصاعدة، خاصةً مع محدودية خيارات العلاج المتاحة.

علاج الانتحار بتطبيق هاتفي

أثبتت التجربة السريرية، التي شملت 339 مريضًا من 6 مستشفيات أمريكية، انخفاضًا بنسبة 58.3% في تكرار محاولات الانتحار لدى مستخدمي OTX-202، مقارنة بمجموعة استخدمت تطبيقًا آخر يقدم معلومات توعوية فقط. لم يقتصر التأثير الإيجابي على منع المحاولات، بل امتد إلى تقليل الأفكار الانتحارية لمدة تصل إلى 24 أسبوعًا بعد الخروج من المستشفى.

التطبيقات الرقمية في الوقاية من الانتحار

ينتمي OTX-202 إلى فئة “العلاجات الرقمية”، وهي تطبيقات ومنصات إلكترونية مصممة علميًا لعلاج الأمراض، وتُقيّم كالأدوية وتخضع لاختبارات صارمة، وغالبًا ما تحتاج لموافقة الجهات التنظيمية. تُستخدم هذه التطبيقات، عادةً تحت إشراف طبي، لتقديم تدخلات سلوكية أو معرفية، كخيار علاجي أولي أو مصاحب للأدوية التقليدية، خاصةً في الاضطرابات النفسية البسيطة والمتوسطة، دون التسبب في آثار جانبية كيميائية.

مخاطر الانتحار والأزمة الصحية العامة

يُعد الانتحار أزمة صحية عامة خطيرة، حيث يُصنف ضمن الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في الولايات المتحدة. تُشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدلات الانتحار بأكثر من 33% منذ عام 1999، مع مشاركة أكثر من مليون شخص سنويًا في سلوكيات انتحارية غير قاتلة. يُقدر العبء الاقتصادي للانتحار ومحاولاته على النظام الصحي الأمريكي بنحو 500 مليار دولار سنويًا، في ظل محدودية الأدوية المرخصة لعلاج معظم المرضى المعرضين للخطر.

مقارنة بين تطبيق OTX-202 والتطبيق التوعوي

المقياس OTX-202 تطبيق توعوي
تكرار محاولات الانتحار انخفاض بنسبة 58.3% دون انخفاض ملحوظ
الأفكار الانتحارية تحسن مستمر لمدة 24 أسبوعًا تحسن مبدئي تلاشى بعد 24 أسبوعًا

أهمية التدخل الرقمي لعلاج الأفكار الانتحارية

أكد كريح براين، مدير برنامج الوقاية من الانتحار في جامعة “أوهايو ستيت”، صعوبة إيجاد معالجين متخصصين بعد خروج المريض من المستشفى، مُشيرًا إلى OTX-202 كحل محتمل لهذه المشكلة. أوضحت باتريشيا سيمون، الباحثة في كلية الطب بجامعة “ييل”، أن الفترة التي تلي الأزمات الانتحارية والخروج من المستشفى تُعد من أخطر الفترات لتكرار محاولات الانتحار، مُؤكدةً دور OTX-202 في سد فجوة حرجة في الرعاية النفسية.

التحديات وفرص العلاج الرقمي للصحة النفسية

يرى سيث فويرشتاين، الباحث في جامعة “ييل”، أن التطبيق يُمثل أداة فعالة للحد من مخاطر الانتحار في المستقبل، مُلبيًا حاجة ملحة للمرضى ومقدمي الرعاية. يؤكد فويرشتاين على التأثير المحتمل للتطبيق على الصحة العامة، مُعتبرًا إياه تحولًا جوهريًا في التعامل مع الانتحار. يقدم OTX-202 نموذجًا مبتكرًا لعلاج مستمر، شخصي، وقابل للتوسع، مُستغلًا التكنولوجيا لإنقاذ الأرواح ومنح الأمل.