يوافق اليوم ذكرى رحيل الفنانة نبيلة السيد، أيقونة الكوميديا المصرية التي أثرت الشاشة الفنية ببراعتها وأدوارها الخالدة. رحلت النجمة في مثل هذا اليوم من عام 1986، عن عمر يناهز الثامنة والأربعين عامًا بعد صراع مع المرض، تاركة إرثًا فنيًا لا يُنسى في قلوب الملايين من جمهورها ومحبيها.
نبيلة السيد: رحلة فنانة كوميدية فريدة
ولدت نبيلة السيد في السابع من أغسطس عام 1938، تحديدًا في حارة الشوارب المتفرعة من شارع محمد علي الشهير، وهو المكان الذي كان يعجّ بالعوالم وصناع المواهب من أصحاب الآلات والعازفين. كان والدها أحد متعهدي الأفراح في المنطقة، ويمتلك متجرًا لبيع الآلات الموسيقية، مما غرس فيها الحس الفني منذ الصغر. لمعت الفنانة الراحلة بذكاء في الأدوار الكوميدية، وحققت شعبية واسعة بفضل بساطتها في الأداء وقدرتها على تجسيد الشخصيات بعمق شديد.
كما كانت تسير على خطى الفنانة الكبيرة وداد حمدي، حيث قدمت نبيلة السيد أدوارًا مشابهة ومتنوعة. برعت في أداء دور العالمة بمهارة فائقة، بالإضافة إلى أدوار الزوجة والأم التي جسدتها بصدق وتلقائية، مما جعلها قريبة من قلوب الجماهير.
أدوار خالدة صنعت نجوميتها
بدأت نبيلة السيد مسيرتها الفنية المميزة عبر فرقة “ساعة لقلبك” الشهيرة في حقبة الخمسينيات، التي كانت منبرًا للكثير من النجوم. بعد حصولها على دبلوم المعهد العالي للتمثيل، انتقلت بين العديد من الفرق المسرحية لتعمق خبرتها وتصقل موهبتها. تعد الراحلة الفنانة الأبرز التي جسدت أدوار العانس والعالمة والخادمة في الأعمال الفنية ببراعة غير مسبوقة، فلم تقتصر موهبتها على ذلك بل قدمت العديد من الأدوار المهمة في أشهر الأفلام خلال رحلتها الفنية القصيرة التي تركت بصمة واضحة.
ومن أبرز الأدوار التي علقت في أذهان الجمهور وشكلت علامة فارقة في مسيرتها، دورها الأيقوني في فيلم “البحث عن فضيحة” مع الزعيم عادل إمام والفنان سمير صبري. لا يمكن أن ننسى جملها الشهيرة في الفيلم التي أصبحت أيقونة كوميدية مثل: “طخه بس ما تموتوش يا بووووي، وعريس يا بووووي”، والتي لا تزال تثير الضحك حتى اليوم.
معاناة نهاية المشوار ورحيل مبكر
رغم أنها أضحكت جمهورها على مدار مشوارها الفني الحافل بالنجاحات، إلا أن حياة نبيلة السيد انتهت نهاية كئيبة ومأساوية. عانت الفنانة في أواخر أيامها من مرض السرطان اللعين، الذي استنزف طاقتها وقضى على ابتسامتها المعتادة. رحلت في الثلاثين من يونيو عام 1986، عن عمر ناهز الثامنة والأربعين عامًا بعد رحلة معاناة قاسية مع المرض. تركت وفاتها فراغًا فنيًا كبيرًا لم يستطع أحد أن يسده، فقد برعت في تجسيد تلك الشخصيات الكوميدية التي لا مثيل لها، تاركة خلفها إرثًا فنيًا لا يزال حيًا في ذاكرة السينما المصرية.