تتزامن اليوم الإثنين السابع من أغسطس، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة ليلى حمدي، التي تركت بصمة مميزة في السينما المصرية. ولدت عام 1929 ورحلت بعمر 44 عامًا، تاركة خلفها مسيرة فنية متنوعة، واشتهرت بلقب “رفيعة هانم” الذي ارتبط بشخصية كاريكاتورية شهيرة.
مسيرة فنية قصيرة لكنها مؤثرة
تلقت ليلى حمدي تعليمها بمدرسة المعلمات في سوهاج، ثم تزوجت من تاجر يدعى عواد الزياتي، الذي كان عمدة القلج بمحافظة القليوبية. رزقت من هذا الزواج بابنها الوحيد عماد. تزوجت لاحقًا عام 1958 من الفنان الراحل سمير ولي الدين، والد الفنان الراحل علاء ولي الدين، لكنها لم تنجب منه أي أبناء.
احترفت ليلى حمدي عالم الفن بعد طلاقها من زوجها الأول، حيث كانت بدايتها الفنية مع فيلم “بين قلبين” عام 1953. شكل هذا العمل نقطة انطلاق هامة في مسيرتها السينمائية، ممهدًا الطريق لظهورها في أعمال لاحقة.
قدمت ليلى حمدي خلال مسيرتها الفنية 55 عملًا سينمائيًا وتلفزيونيًا على مدار 20 عامًا فقط، ما يعكس نشاطها الفني المكثف. من أبرز أعمالها التي حفرت اسمها في ذاكرة الجمهور “سكر هانم”، و”لوكاندة المفاجآت”، و”إسماعيل يس في الأسطول”، و”إسماعيل يس في جنينة الحيوانات”، وغيرها من الأعمال الكوميدية والدرامية.
لقب (رفيعة هانم): شهرة تجاوزت التمثيل
لم تقتصر شهرة الفنانة ليلى حمدي على أدوارها الفنية، بل ارتبط اسمها بلقب مميز هو “رفيعة هانم”. جاء هذا اللقب بعدما اختارها الرسام الكاريكاتيري الشهير رخا لتكون الموديل الأساسي لشخصيته الكاريكاتورية “رفيعة هانم”، مما أكسبها شهرة واسعة خارج نطاق السينما وجعلها أيقونة بصرية معروفة للجمهور.
صعوبات الحياة ووداع الفن
شهدت مسيرة ليلى حمدي الفنية تحولًا بعد فترة من نشاطها في السينما، حيث ازداد وزنها بشكل ملحوظ. أثر هذا التغير الجسدي على ظهورها في الأعمال الفنية، فبدأت تبتعد تدريجيًا عن الأدوار الرئيسية، واقتصرت مشاركاتها على أدوار هامشية قليلة، كان من بينها دورها في فيلم “صغيرة على الحب”.
بعد ابتعادها عن الأضواء السينمائية، اتجهت ليلى حمدي إلى قراءة الفنجان كمصدر رزق، بحسب ما ذكرته مجلة “الإذاعة” عام 1960. تزامنت هذه الفترة مع مرورها بأزمات وضائقة مالية حادة، حيث عجزت عن دفع إيجار منزلها وسداد فواتير البقال، بعد انقطاعها عن العمل السينمائي لمدة عام كامل.
تفاعلت الأوساط الفنية والإعلامية مع محنتها، حيث نشرت جريدة الأخبار تفاصيل قصتها الصعبة. عندما علم المخرج الكبير السيد بدير بحالها، سارع بطلب مقابلتها وعرض عليها دورًا في فيلم “فتافيت السكر”. ساعد هذا الدور في التخفيف من معاناتها المالية مؤقتًا، وسلط الضوء على الظروف الصعبة التي قد يواجهها الفنانون.