خوف يمنع العودة.. نشطاء سوريون يخشون الاعتقال في دمشق

يواجه السوريون مخاوف متزايدة بشأن تقييد حرية التعبير بعد سقوط نظام الأسد، رغم الآمال ببناء واقع ديمقراطي جديد. نشطاء وصحفيون يتحدثون عن عودة القيود والملاحقات الأمنية، لا سيما بعد أحداث الساحل والسويداء. تقول شهادات لبي بي سي إن الخوف عاد إلى نفوس السوريين، ودفع بعضهم إلى مغادرة البلاد مجدداً. وزارة الإعلام السورية تنفي هذه الاتهامات، وتؤكد حرصها على حماية حرية التعبير.

حرية التعبير في سوريا ما بعد الأسد

روت ناشطة سورية (اسمها مستعار ندى) لبي بي سي تجربتها مع ما وصفته بـ “عودة القمع”. غادرت ندى سوريا مؤخراً بعد أن شعرت بخطر حقيقي على حياتها، ليس فقط من الأجهزة الأمنية، بل من “الشبيحة والفوضى الأمنية”. تقول ندى: “مدرسة الأسد لا تزال قائمة، المشاركة السياسية محفوفة بالمخاطر، والوضع يزداد سوءاً”. تتحدث ندى عن تجربة استجوابها على الحدود اللبنانية، وعن الخوف الذي عاد إليها بعد فترة قصيرة من “حرية التعبير” التي تلت سقوط النظام.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. موعد بدء الدراسة يتغير | تفاصيل العام الدراسي الجديد

قيود على حرية التعبير

يخشى الكاتب والناشط الحقوقي المقيم في برلين، يامن حسين، العودة إلى سوريا بعد زيارة قام بها مؤخراً. يلغي يامن زيارته الثانية خشية “استهداف مباشر” بعد أحداث الساحل. يقول يامن: “ظهرت طبقة من الداعمين للسلطة تتصدى لأي صوت معارض، إما بالنفي أو بالهجوم الشخصي العلني”. يضيف يامن أن الخوف وصل إلى درجة أن الناس يخشون الضغط على زر “إعجاب” على منشورات تضامن مع السويداء.

مخاوف من الاعتقال

ليلى (اسم مستعار)، ناشطة سورية مقيمة في الخارج، تستعد لزيارة سوريا قريباً، لكنها تعبر عن مخاوفها من انعدام الأمان الشخصي ومراقبة الهواتف. تقول ليلى: “أخشى من الاعتقال، ومن انعدام الحماية القانونية”. رغم أنها ترى أن الوضع اليوم أفضل من عهد الأسد، إلا أنها تؤكد ضرورة عدم قياس الأمور بمقياس الأسد، فما يحدث اليوم يثير القلق أيضاً.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. إلغاء رسوم المرافقين في السعودية 2025؟ الحقيقة كاملة

رد وزارة الإعلام السورية

نفى عمر حاج أحمد، مدير الشؤون الصحفية في وزارة الإعلام السورية، الاتهامات الموجهة للحكومة بشأن تقييد الحريات. أكد حاج أحمد أن حرية التعبير حق دستوري، وأن الوزارة تعمل على توسيع هامش الحريات الإعلامية وتجميد بعض القوانين القديمة. أشار إلى أن الوزارة تعمل على إعداد مدونة سلوك مهني بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية والنقابات لتنظيم العمل الإعلامي بشكل أخلاقي ومهني. شدد حاج أحمد على أن الوزارة تعمل على توفير بيئة آمنة للإعلاميين والدفاع عن حقوقهم، وأن الحالات التي أثرت سلباً على الصحفيين قليلة جداً.

الحريات الثقافية والرقابة

امتدت القيود لتشمل الحقل الثقافي أيضاً. منع نشر رواية “جنة البرابرة” للروائي السوري خليل صويلح في سوريا، رغم صدورها قبل سنوات في القاهرة. نفى حاج أحمد منع الرواية، وأوضح أن ما طُلب هو “تصويب بعض الكلمات التي وردت في النص لما تضمنته من معلومات تاريخية مغلوطة ووصف مسيء للثوار السوريين”. وأكد أن الوزارة منحت خلال الأشهر الثمانية الماضية الموافقة على تداول أكثر من ألف كتاب جديد، ولم يُمنع أي كتاب من النشر.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. استعادة خدمات ناجز المفقودة متاحة الآن

حوادث انتهاكات حرية التعبير

تصاعدت حوادث الانتهاكات التي طالت صحفيين وناشطين في سوريا مؤخراً، وشملت التضييق على حرية التعبير والملاحقة الأمنية. من بين هذه الحوادث، العثور على جثة الناشط الإعلامي كندي العداي مشنوقاً في دير الزور، واعتقال الصحفية نور سليمان. أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى حرص السلطات على ضمان الحريات الصحافية وحقوق الصحافيين، داعياً إلى الابتعاد عن خطاب الكراهية والتحريض الطائفي.

اقرأ أيضًا: عودة غير متوقعة.. الوجدان المصري السعودي يعانق العربية

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *