لم تعرفوه.. خيري بشارة: ابن العائلة البرجوازية الذي ناصر المهمشين في عيد ميلاده.

يحتفل اليوم المخرج المصري الكبير خيري بشارة بعيد ميلاده، حيث وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1947 بمدينة طنطا. يُعد بشارة قامة فنية بارزة، أثرى السينما والدراما المصرية بأكثر من 33 عملًا فنيًا كمخرج، بالإضافة إلى مشاركته كممثل ومؤلف، تاركًا بصمة مميزة في تاريخ الفن السابع.

مسيرة خيري بشارة: من طنطا إلى العالمية

نشأ خيري بشارة في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وشغف بالسينما منذ صغره، مما دفعه للالتحاق بالمعهد العالي للسينما. تخرج من قسم الإخراج في عام 1967، وبدأ مسيرته العملية مساعدًا للمخرج. في عام 1968، اتجه إلى بولندا لدراسة الزمالة لمدة عام واحد، ليعود بعدها إلى مصر ويواصل العمل في مجال الإخراج والتدريس.

عمل خيري بشارة كمدير مساعد في العديد من الأعمال الفنية، كما قام بتدريس التمثيل والكتابة لطلبة الفن. في عام 1972، شارك في العمل مع الفيلم البولندي الشهير “في الصحراء والبراري”، مما أكسبه خبرة دولية مبكرة. كانت بداياته الفنية الحقيقية من خلال السينما التسجيلية، خاصة مع إنشاء المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة عام 1967، حيث أتيحت الفرصة للإعلان عن جماعة السينما الجديدة التي كان أحد أبرز أعمدتها.

اقرأ أيضًا: الصدمة الحلوة.. أسعار الفراخ البيضاء اليوم في بورصة الدواجن والأسواق

أبرز محطات المخرج خيري بشارة الفنية

قدم خيري بشارة بين عامي 1974 و1986 أكثر من 12 فيلمًا وثائقيًا وقصيرًا، تناول فيها مجموعة متنوعة من المواضيع بأسلوبه الواقعي الشاعري الراقي. كان أول فيلم روائي طويل له هو “الأقدار الدامية”، وهو إنتاج مشترك مع الجزائر، وبدأ تصويره في عام 1976 واكتمل عام 1980، ثم عُرض لأول مرة في عام 1982.

تميز بشارة بإخراج العديد من الأفلام التي تنتمي إلى الدراما الاجتماعية، والتي لامست قلوب الجمهور واهتمت بقضايا المهمشين في المجتمع. حصدت هذه الأعمال العديد من الجوائز المحلية والعالمية تقديرًا لعمقها وتأثيرها. قام مؤخرًا بالتدريس لطلبة المعهد العالي للسينما، كما يُنسب إليه دوره الريادي في ثورة التصوير بالديجيتال والإنتاج المستقل للسينما المصرية.

من أشهر الأفلام التي أخرجها خيري بشارة: “يوميات نائب في الأرياف”، “العوامة رقم 70″، “الطوق والأسورة”، “يوم مر ويوم حلو”، “كابوريا”، و”آيس كريم في جليم”. بالإضافة إلى ذلك، أخرج عدة مسلسلات تليفزيونية بارزة، أبرزها “مسألة مبدأ”، “ملح الأرض”، “ريش نعام”، “بنت اسمها ذات”، و”الزوجة الثانية”.

اقرأ أيضًا: مجاناً.. رمل البحر يعالج 5 أمراض جلدية طبيعياً ودون أدوية

خيري بشارة: نظرة في الحياة والتأثير

تحدث خيري بشارة عن جوانب من حياته الخاصة ومشواره الفني خلال ندوة “مرآة مصر” ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي. وصف نفسه بأنه جريء في أفلامه على عكس شخصيته الحقيقية الرومانسية. ينتمي بشارة لعائلة برجوازية ريفية، وقد أثر هذا الانتماء بشكل كبير على تشكيل هويته ورؤيته الفنية.

أشار بشارة إلى أن جده كان من أغنياء القرية، بينما كان والده متمردًا عليه، وانتقل للسكن في منزل فخم مبني على التراث الإنجليزي، وهو ما شكل بداية علاقته بتراثه الشخصي. كما استطرد قائلاً إن والده كانت علاقته سيئة مع الفلاحين، وقد تأثر بشدة بحادثة قام فيها والده بضرب فلاح على وجهه، مما ساهم في تشكيل هويته وتوجهاته الفكرية.

وصف المخرج خيري بشارة رحلته الفنية بأنها كانت صعبة ومليئة بالتحديات. كشف أنه لا يفضل مشاهدة أفلامه القديمة؛ لأنها تمثل “ماضٍ وعدى”، لكنه أبدى حماسًا كبيرًا لمشاهدة فيلم “قشر البندق” بعد ترميمه، مما يعكس شغفه الدائم بالجودة الفنية والتطوير.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *