تولي الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اهتمامًا غير مسبوق بقطاع الزراعة، باعتباره ركيزة أساسية للاقتصاد القومي، وتهدف إلى تحقيق نهضة شاملة للريف المصري وتعزيز الأمن الغذائي. وقد أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، على هذا التوجه، مشيرًا إلى الدعم المباشر الذي يحظى به الفلاح المصري كشريك أصيل في بناء الجمهورية الجديدة.
المنيا: مركز الزراعة المصرية بدعم رئاسي
تعد محافظة المنيا قلب الزراعة المصرية، وتتصدر إنتاج العديد من المحاصيل الاستراتيجية التي تدعم الأمن الغذائي للبلاد. أشار المحافظ عماد كدواني في تصريحات صحفية إلى أن الحكومة تسير بخطى ثابتة نحو دعم وتحديث القطاع الزراعي، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ومتابعة دقيقة من رئيس مجلس الوزراء، وذلك من خلال التوسع في البرامج والمشروعات القومية الكبرى. تشمل المحاصيل البارزة القمح والبصل والثوم وبنجر السكر والذرة والفول البلدي وفول الصويا والسمسم والفول السوداني، بالإضافة إلى النباتات الطبية والعطرية والعنب التصديري الذي وصل للأسواق العالمية.
إنجازات زراعية لتعزيز الأمن الغذائي
شهدت الفترة من يوليو 2024 وحتى نهاية يونيو 2025 طفرة نوعية في إنجازات القطاع الزراعي بمحافظة المنيا، مما يعكس جدية الجهود المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي. تم استخراج 438,130 كارت فلاح ذكي ضمن خطة الدولة لضبط منظومة الدعم وضمان وصول مستلزمات الإنتاج إلى مستحقيها بكفاءة. إضافة إلى ذلك، جرى توزيع أكثر من 95 ألف طن من الأسمدة خلال الموسمين الصيفي والشتوي، مع تشديد الرقابة على الجمعيات الزراعية لمنع التلاعب وضمان الشفافية المطلقة في التوزيع.
تطوير شامل للقطاع الزراعي بالمنيا
تتكامل هذه الجهود مع خطط تحديث الزراعة في المنيا من خلال تبني مفاهيم الزراعة الذكية والمستدامة، ورفع كفاءة الإرشاد الزراعي بشكل مستمر. يهدف هذا التطوير إلى تعظيم العائد الاقتصادي لصغار المزارعين، خاصة في قرى ومراكز الريف ضمن المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، التي تسعى لتحسين جودة الحياة في المناطق الريفية. يسهم هذا النهج المتكامل في تحقيق تنمية زراعية مستدامة وشاملة بكافة أنحاء المحافظة.
وفي تقرير شامل حول جهود مديرية الزراعة، أوضح المهندس محمد عبدالرحمن، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، حجم العمل المنجز لدعم المزارعين. تم تنفيذ 200 مدرسة حقلية و150 تجربة إيضاحية، وتنظيم 1400 ندوة إرشادية، إلى جانب 9 آلاف تدريب فني وزيارة حقلية، استفادت منها نحو 30 ألف سيدة في مجالات ريادة الأعمال وتمكين المرأة الريفية. كما جرى إصدار 20 ترخيصًا لصوب زراعية مخصصة لإنتاج شتلات الخضار، وإجراء 30 معاينة لمساحات زراعة العنب والموز، وتنفيذ برامج تدريبية متقدمة في الحاسب الآلي والذكاء الاصطناعي ومكافحة الآفات بالتعاون مع المعمل المركزي للنخيل.
شمل التقرير جهود مكافحة الآفات والأمراض النباتية، حيث تم معالجة 4,394 فدانًا من الآفات الحشرية، و2,644 فدانًا من الأمراض النباتية. ونفذت الحملة القومية لمكافحة القوارض على مساحة تجاوزت 300 ألف فدان، بالإضافة إلى تنظيم 65 ندوة توعية للمزارعين. كما تضمنت الجهود تطهير 637 كيلومترًا من المساقي و50 كيلومترًا من المصارف الزراعية، وتنفيذ أعمال صرف على مساحة 3,151 فدانًا، وجمع 224 عينة لتحليل التربة لضمان جودتها وزيادة خصوبتها.
في مجال الإنتاج الحيواني، شهدت المنيا أيضًا تطورًا ملحوظًا يدعم الثروة الحيوانية والداجنة بالمحافظة. صدر 68 ترخيصًا لمزارع الماشية والدواجن، و85 ترخيصًا لمحال بيع الأعلاف، وخمسة تراخيص تشغيل لمناحل تضم نحو 2,500 خلية نحل، مما يعزز إنتاج العسل ومنتجاته. كما جرى تحصين أكثر من 20 ألف رأس من الأبقار ضد الجلد العقدي، و18 ألف رأس من الأغنام والماعز ضد الجدري، ضمن الحملات القومية المكثفة التي تتم بالتنسيق المستمر مع مديرية الطب البيطري لضمان صحة الحيوانات.