الإعلامي تامر أمين ينتقد بشدة ظاهرة التباهي المبالغ فيه بين الأثرياء بالساحل الشمالي، واصفًا إياها بـ”التفاخر الفارغ”. حذر أمين من استغلال بعض التجار لهذه الظاهرة لرفع الأسعار بشكل جنوني، مؤكدًا أنها تخلق حالة من الاستفزاز المجتمعي وتدفع إلى سباق محموم لإثبات الثروة.
انتقد الإعلامي تامر أمين السلوكيات الاستعراضية المنتشرة بين بعض الأثرياء، خصوصًا في منطقة الساحل الشمالي. وصف أمين هذه الظاهرة بأنها “تفاخر فارغ” أصبح سمة واضحة لشريحة واسعة من أصحاب الثروات. تأتي هذه الانتقادات في سياق ملاحظات أمين الشخصية التي جمعها خلال زيارة للساحل.
أشار أمين، خلال تقديمه حلقة من برنامج “آخر النهار” على قناة النهار، إلى تأملاته التي وصفها بالغريبة بعد قضائه يومين في الساحل الشمالي. لاحظ أمين أن هناك الكثير من الأشخاص يعيشون بهدف وحيد هو استعراض نمط حياتهم وإظهار النعم التي يملكونها، مما يعكس قيمة مادية مبالغ فيها للممتلكات.
أوضح أمين أن سلوك هؤلاء الأفراد يدفعهم لاقتناء المقتنيات الفاخرة، ليس للاستمتاع بها بحد ذاتها، بل لإثبات تفوقهم المادي على الآخرين. يرى أن هذا السلوك يخلق سباقًا محمومًا بين الأغنياء لإظهار من يمتلك أكثر، وهو ما يسفر عن ارتفاع غير مبرر ومبالغة كبيرة في الأسعار.
تحدث أمين عن طبيعة المحادثات الدائرة في الساحل الشمالي، حيث أصبحت نقاشات حول فيلات تصل أسعارها إلى ستين أو مئة مليون جنيه أمرًا عاديًا وطبيعيًا. اعتبر أن هذا يعكس حالة من التباهي الجنوني، وكأن الغرض الأساسي من امتلاك الثروة هو فقط عرضها والتفاخر بها أمام الآخرين.
تداعيات التباهي على الأسعار والمجتمع
حذر الإعلامي تامر أمين من عواقب سلبية خطيرة تنتج عن ظاهرة التباهي والاستعراض المبالغ فيه. التأثير الأول يتمثل في استغلال بعض التجار والمنتجين لهذا “السباق الاستعراضي” لخلق مزادات مفتوحة على الأسعار، ما يدفع إلى رفع الأسعار بشكل غير منطقي وخارج عن السيطرة الطبيعية للسوق.
أما التأثير الثاني، فيتجلى في حالة الاستفزاز المجتمعي التي تثيرها هذه الأرقام الفلكية لدى باقي شرائح المجتمع. استغرب أمين من أسعار السيارات التي قد تصل إلى خمسين مليون جنيه أو المنازل التي تتجاوز المئة وخمسين مليونًا، متسائلاً عن جدوى امتلاك مثل هذه الثروات الطائلة وما يمكن فعله بها.
سباق الثروات: واقع أم استعراض؟
يؤكد تامر أمين أن ظاهرة التباهي تحولت إلى جزء أساسي من سلوكيات الأثرياء، خاصة في الأماكن التي يرتادونها بكثافة مثل الساحل الشمالي. يعتبر أن هذا السلوك يعكس ليس فقط امتلاك الثروة بل الرغبة في عرضها بشكل مستمر، مما يحول الممتلكات إلى أدوات للتنافس الاجتماعي.
يشير أمين إلى أن هذا النمط من الحياة يساهم في خلق فجوة اجتماعية واسعة بين الطبقات. التركيز على التملك كأداة للاستعراض يغذي ثقافة استهلاكية مفرطة لا تخدم سوى فئة محدودة من المجتمع، وتزيد من الضغوط على الفئات الأقل حظًا لمواكبة هذه المستويات غير الواقعية.
رسالة الإعلامي تامر أمين للمجتمع
يختتم تامر أمين حديثه برسالة ضمنية تحث المجتمع على إعادة التفكير في القيم الحقيقية للثروة والاستمتاع بها. يدعو إلى التساؤل حول الهدف من التملك المبالغ فيه إذا كان لا يتعدى كونه وسيلة للاستعراض. يرى أن هذا السلوك يعكس فراغًا قد يعيشه بعض الأثرياء، حيث يجدون قيمة أنفسهم في ما يملكونه وليس في ما يفعلونه.