في ظل تصاعد الحرب التجارية العالمية وتأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، يظهر السوق السعودي مرونة ملحوظة، مع ترقب المستثمرين النتائج المالية للربع الثاني من العام. من المتوقع أن تعزز هذه النتائج، لا سيما في قطاع البنوك، أداء السوق في المرحلة المقبلة، ما يبقي مؤشره عند مستويات محورية مهمة.
السوق السعودي يتجاوز التحديات العالمية
محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في “أرباح كابيتال”، أكد أن السوق السعودي أظهر قدرة كبيرة على الحفاظ على مكاسبه على الرغم من التوترات الاقتصادية العالمية المتزايدة. وشدد الفراج في تصريحات خاصة على أن مؤشر السوق يحافظ على مستوياته عند نطاقات محورية مهمة. افتتح السوق تداولاته اليوم الأحد الموافق 13 يوليو 2025 عند مستوى 11,300 نقطة تقريبًا، وهي نقطة وصفها الفراج بأنها “محورية رئيسية” لتحديد مسار السوق خلال الأسبوعين المقبلين.
نتائج البنوك المرتقبة تدعم مسار الصعود
أوضح الفراج أن مقارنة أداء الأسواق منذ بداية النصف الأول من العام الحالي تشير إلى تسجيل مؤشر السوق السعودي مكاسب بنحو 5%، ما يعكس متانة السوق وقدرته على امتصاص الصدمات الخارجية. وأشار إلى أن النتائج المالية لشركات القطاع المصرفي، التي ستُعلن تباعًا في الأسابيع المقبلة، ستكون داعمًا قويًا لتحركات السوق السعودي. هذه النتائج ستحد من أي تأثيرات سلبية محتملة نتيجة تصاعد الحرب التجارية العالمية.
وأضاف الفراج أن قطاع البنوك في المملكة يشكل محركًا رئيسيًا للسوق، ومن المتوقع أن تكون نتائجه عاملًا داعمًا لاستمرار الصعود. ويأتي ذلك لا سيما في ظل استقرار المؤشرات الاقتصادية الداخلية وتوجه المملكة نحو تعزيز النشاط الاستثماري بشكل عام. هذا يؤكد على الأساس القوي الذي يقوم عليه الاقتصاد المحلي.
ترقب عالمي وتوقعات إيجابية للمؤشر
تترقب الأسواق العالمية حاليًا رد فعل الاتحاد الأوروبي على الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد تم تمديد المفاوضات بين الجانبين حتى الأول من أغسطس المقبل، مما يزيد من حالة عدم اليقين. كما أغلقت الأسواق الأميركية تعاملاتها يوم الجمعة الماضي على انخفاض ملحوظ، ما يزيد من حالة الترقب لرد فعلها عند افتتاح جلسات يوم الاثنين المقبل بعد العطلة الأسبوعية التي شهدتها الولايات المتحدة.
أشار الفراج إلى أن المستويات الحالية حول 11,260 إلى 11,300 نقطة تعتبر مناطق دعم فنية هامة للسوق السعودي. وتوقع أن يتمكن السوق من الحفاظ على هذه المستويات في حال استمرت نتائج الشركات في إظهار أداء قوي خلال الربع الثاني من العام. ويشترط لذلك أيضاً ألا تتصاعد التوترات التجارية العالمية إلى مستويات تؤثر جوهريًا على التدفقات الاستثمارية في الأسواق الناشئة.
أكد الفراج أن الأسواق السعودية تتمتع بمرونة نسبية أمام التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية المختلفة. وأوضح أن السوق يتفاعل بشكل انتقائي مع الأخبار العالمية، مع التركيز الأكبر على النتائج المالية القوية وأداء القطاعات القيادية مثل البنوك والبتروكيماويات. واختتم بأن المرحلة المقبلة ستكون مرهونة بتوازن الأسواق العالمية بعد الإجراءات التجارية الأميركية، واستمرار التدفقات الاستثمارية إلى السوق السعودي بدعم من العوامل الأساسية القوية والنتائج الإيجابية المتوقعة للشركات المدرجة.