يحتفل العالم في الخامس والعشرين من يونيو باليوم العالمي لمكافحة البهاق، بهدف تسليط الضوء على هذا المرض الجلدي المزمن. يسعى هذا اليوم إلى دحض المفاهيم الخاطئة والخرافات المنتشرة حول البهاق، والتي تسبب معاناة نفسية كبيرة للمصابين. يؤكد خبراء الجلدية على ضرورة نشر الوعي الصحيح لتعزيز الفهم والتقبل المجتمعي.
البهاق: حقيقة المرض لا خرافاته المتوارثة
حذر الدكتور عماد زهران، استشاري الأمراض الجلدية، من أبرز الخرافات المنتشرة حول البهاق، مؤكداً على الحقائق العلمية التي تكشف طبيعة هذا المرض. يهدف هذا التوضيح إلى بناء فهم أعمق للمرض وزيادة تقبل المصابين به داخل المجتمع، والتخلص من الوصم السلبي المرتبط بالمظهر. يساعد نشر المعلومات الدقيقة في دعم المرضى ودمجهم بشكل فعال.
تصحيح المفاهيم الشائعة حول البهاق
تنتشر خرافة مفادها أن البهاق مرض معدٍ ينتقل بين الأفراد، وهي معلومة خاطئة تمامًا. تؤكد الحقائق العلمية أن البهاق لا ينتقل باللمس أو بالمخالطة، وبالتالي لا يشكل أي خطر على المحيطين بالمصاب. لا يمكن لهذا الاضطراب الجلدي أن ينتقل من شخص لآخر تحت أي ظرف من الظروف، مما يزيل أي مخاوف تتعلق بالتعامل المباشر مع المصابين.
لا يوجد أي رابط علمي بين الإصابة بالبهاق والنظافة الشخصية، فهو ليس ناتجاً عن إهمال النظافة كما يعتقد البعض. في الواقع، البهاق اضطراب مناعي ذاتي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم الخلايا الصبغية المعروفة بالميلانين، المسؤولة عن لون الجلد والشعر. هذا الخلل يؤدي إلى ظهور البقع البيضاء المميزة للمرض على الجلد.
يشيع اعتقاد خاطئ بأن تناول أطعمة معينة قد يسبب البهاق، مثل الجمع بين السمك والحليب. الحقيقة هي أنه لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذه المزاعم أو يربط بين أي نوع من الأطعمة وظهور البهاق. هذه مجرد إشاعات متوارثة لا أساس لها من الصحة، ولا ينبغي للمصابين تقييد نظامهم الغذائي بسببها.
من المهم التأكيد على أن البهاق ليس نوعًا من السرطان، ولا يشكل أي خطر على حياة المصابين به. إنه مرض جلدي مزمن يتميز بفقدان صبغة الجلد، لكنه غير مهدد للحياة ولا يؤثر على الوظائف الحيوية للجسم. يجب التفريق بين البهاق وبين الأمراض الجلدية الأخرى التي قد تكون أكثر خطورة، لتقليل القلق غير المبرر لدى المرضى وعائلاتهم.
لا يؤثر البهاق بأي شكل من الأشكال على الخصوبة أو القدرة على الإنجاب، وبالتالي لا توجد أي موانع زواج أو إنجاب للمصابين به. كما أن نسبة انتقال البهاق وراثياً للأبناء منخفضة للغاية ولا تمنع تكوين أسرة طبيعية ومستقرة. يمكن للمصابين بالبهاق أن يعيشوا حياة زوجية وعائلية كاملة دون أي قيود طبية.
لا تعني كل بقعة بيضاء تظهر على الجلد أنها بهاق بالضرورة. هناك العديد من الأمراض الجلدية الأخرى التي تسبب ظهور بقع بيضاء، مثل التينيا المبرقشة أو نقص بعض الفيتامينات والمعادن. يتطلب الأمر دائمًا تشخيصًا طبيًا دقيقًا من قبل أخصائي الجلدية لتحديد السبب الحقيقي لهذه البقع وتمييزها عن البهاق.
التعايش مع البهاق وخيارات العلاج المتاحة
رغم أن البهاق قد لا يُشفى تمامًا في جميع الحالات، إلا أن هناك خيارات علاجية متعددة تساعد في التخفيف من آثاره والحد من انتشاره بشكل كبير. تشمل هذه العلاجات الأدوية الموضعية، العلاج بالضوء، وأحيانًا الإجراءات التجميلية أو الجراحية. يسهم العلاج المناسب في إعادة التصبغ لبعض المناطق المتضررة وتحسين جودة حياة المرضى.