دعوة ملهمة.. رئيس الجامعة الأمريكية ببيروت: تمكين الشباب يعيد لبنان لدوره

أكد الدكتور فضلو خوري، رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت، أن الجامعة تتصدر الترتيب في لبنان وتحتل مكانة مرموقة ضمن أفضل عشر جامعات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شدد خوري على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تخصصات حيوية مثل الزراعة والطب، مؤكداً العلاقات الأكاديمية الراسخة مع مصر ومساهمة الجامعة في نحو 190 دراسة بحثية مشتركة.

الجامعة الأمريكية في بيروت: ريادة إقليمية وتصنيف عالمي

تُحافظ الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) على صدارتها كأفضل جامعة في لبنان، وتُصنف باستمرار ضمن أبرز عشر جامعات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تحتل الجامعة حاليًا المرتبة 237 عالميًا من بين 1503 مؤسسة تعليمية مدرجة في تصنيف كيو إس (Quacquarelli Symonds) العالمي للجامعات، مما يعكس تميزها الأكاديمي والبحثي.

مسيرة رئيس الجامعة: من بوسطن إلى قيادة صرح أكاديمي

وُلد الدكتور فضلو خوري في بوسطن، ماساتشوستس، وترعرع في بيروت، حيث كان والداه أساتذة جامعيين. بعد دراسته الأولية في الجامعة الأمريكية ببيروت، أكمل تعليمه في جامعتي ييل وكولومبيا بالولايات المتحدة، متخصصًا في الطب وأمراض الدم والأورام. عاد الدكتور خوري عام 2015 ليتبوأ منصب الرئيس السادس عشر للجامعة، تعبيرًا عن عرفانه للمؤسسة التي ساهمت في تشكيل شخصيته وعائلته.

اقرأ أيضًا: عاجل.. وزارة النقل تتعاقد على توريد وتوطين 21 مترو لصالح خط الإسكندرية

تكريم عالمي ودور الجامعة في خدمة المجتمع

يعد انتخاب الدكتور فضلو خوري في قائمة بنجامين فرانكلين وجورج واشنطن بالأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم شرفًا نادرًا لأي قائد أكاديمي خارج الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. يؤكد هذا التقدير على الدور العالمي للجامعة الأمريكية في بيروت وإرث لبنان الفكري الثابت. ينعكس هذا الإنجاز على التزام الجامعة الجماعي بالتفوق والتميز في التعليم والبحوث وخدمة المجتمع بالمنطقة، لتحقيق حياة أفضل للجميع.

الذكاء الاصطناعي يغير مسار التعليم والبحث في الجامعة

أعلنت الجامعة الأمريكية في بيروت عن خطط لإطلاق كلية علوم الحوسبة والبيانات، التي ستضم هيئة تدريس متعددة التخصصات عالمية المستوى. طورت الجامعة برامج دراسية جديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأخلاقيات البيانات، سواء في الحرم الجامعي أو عبر الإنترنت. تعمل الجامعة على دمج هذه التقنيات المتقدمة في كافة التخصصات، من الزراعة إلى الطب، لإعداد الطلاب لقيادة استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية وفعالية.

دعم الطلاب وتمكين الأجيال القادمة

تلتزم الجامعة الأمريكية في بيروت بجعل التعليم متاحًا للجميع، وتسعى لأن تكون أكثر نخبوية على الصعيد الفكري لا المالي. منذ عام 2015، ارتفعت نسبة الطلاب المستفيدين من المساعدات المالية من 46% إلى 89% حاليًا، بمتوسط حزمة مساعدات تبلغ 55%. هذه المنح متاحة للطلاب اللبنانيين والدوليين على حد سواء، من خلال برامج مثل مؤسسة ماستركارد ومبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية.

اقرأ أيضًا: وداعاً للحيرة.. قانون العمل الجديد يحسم مصير إنهاء العقود المؤقتة والدائمة

تعاون أكاديمي وثيق مع الجامعات المصرية

تحافظ الجامعة الأمريكية في بيروت على علاقات أكاديمية ووطيدة مع المؤسسات التعليمية في مصر. ساهم باحثو الجامعة، بالتعاون مع شركائهم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية وغيرها، في إعداد وتأليف نحو 190 دراسة بحثية في مجالات متنوعة. شملت هذه الدراسات الصحة العامة والطب والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاريع بحثية ممولة في مجالات التنمية الصحية والزراعية والاجتماعية، مما يعزز التعلم المشترك في المنطقة.

الأبحاث العلمية: إنجازات وتحديات عالمية

تُركز الجامعة الأمريكية في بيروت على أبحاث ريادية في مجالات حيوية مثل الصحة، حيث ساهمت في تقدم علاج السرطان وتوفير لقاحات كوفيد-19. يتميز برنامجها الصحي للاجئين بكونه نموذجًا للرعاية في مناطق الأزمات. كما تعمل الجامعة على تطوير أساليب الزراعة المستدامة من خلال وحدة البيئة والتنمية المستدامة، مع تعاونات بحثية مع جامعات عالمية مثل ستانفورد وهارفارد وأكسفورد.

رؤية لمستقبل لبنان: استعادة الثقة ومحاربة الفساد

يتمتع لبنان برأس مال بشري وإمكانات هائلة للنهوض، ولكن يتطلب ذلك قيادة تضع الصالح العام والإصلاح المؤسسي والاستثمار طويل الأمد أولوية قصوى. يمكن لبيروت أن تستعيد دورها الرائد في الثقافة والمعرفة والابتكار، شرط استعادة الثقة ومحاربة الفساد وتمكين الشباب. تلتزم الجامعة بدعم هذه الجهود من خلال معهد عصام فارس للسياسات العامة ومراكزها البحثية المتخصصة.

جهود الجامعة في مواجهة الأزمات وجمع التبرعات

استجابت الجامعة الأمريكية في بيروت بفعالية للأزمات الوطنية المتتالية، بدءًا من انفجار مرفأ بيروت وصولاً إلى جائحة كورونا والحرب الإسرائيلية على الجنوب. قدمت الفرق الطبية بالجامعة الرعاية الطارئة، وقادت جهود التطعيم على مستوى البلاد، ووسعت نطاق الخدمات الطبية والاجتماعية للمجتمعات النازحة. في الوقت نفسه، نجحت حملة “بولدلي أي يو بي” في جمع أكثر من 805 ملايين دولار لدعم المنح الدراسية، ورعاية المرضى، وتطوير المرافق.

جديد مكافحة السرطان: أمل في الوقاية والعلاج

شهدت سبل تشخيص السرطان المبكر وعلاجه والوقاية منه تحسنًا كبيرًا على مدى العقود الأربعة الماضية، مما جعل العديد من الأمراض الخطيرة قابلة للعلاج. يهدف العلاج المتعدد الجوانب إلى الوقاية قدر الإمكان، وتعزيز الاكتشاف المبكر للمرض لفعالية العلاج، أو تحويله إلى مرض مزمن يمكن التحكم فيه. يؤكد الدكتور خوري أن الإقلاع عن التدخين والفحص الدقيق هما أفضل وسيلتين للوقاية من السرطان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *