مع التقدم في العمر، تتراجع وظائف الدماغ تدريجيًا مما يؤثر على قدرات التعلم والتذكر. بينما تبقى النصائح التقليدية أساسية، يقدم الدكتور كيفين وودز، عالم الأعصاب، ثلاث طرق غير شائعة لكنها مدعومة علميًا لتعزيز صحة الدماغ وتحفيز الذهن بفعالية.
مضغ العلكة: دفعة قوية لوظائف الدماغ
تشير الأبحاث إلى أن مضغ العلكة يزيد من تدفق الدم إلى مناطق حيوية في الدماغ، مثل القشرة الجبهية والحُصين. هذه المناطق مسؤولة بشكل مباشر عن الذاكرة والانتباه، مما يعزز التركيز ويغذي الخلايا العصبية بالأكسجين والجلوكوز اللازمين لوظائفها. كما يسهم مضغ العلكة في تقليل مستويات التوتر، مما ينعكس إيجابًا على الأداء المعرفي العام.
ينصح الدكتور وودز باختيار علكة خالية من السكر للحفاظ على صحة الأسنان، ويفضل التي تدوم نكهتها طويلًا لتحقيق أقصى استفادة. على الرغم من وجود دراسات غريبة تشير إلى فوائد مضغ الأجسام الصلبة لرفع مضادات الأكسدة في الدماغ، إلا أن هذه الطريقة غير آمنة وتضر بالأسنان والجهاز الهضمي، مما يجعل العلكة الخيار الأفضل والأكثر أمانًا.
المشي إلى الخلف: تمرين فريد يعيد تشكيل الذهن
يُعرف المشي إلى الخلف أو “المشي العكسي” بقدرته على تحسين التوازن وتقوية عضلات الجسم. يتجاوز هذا التمرين الفوائد البدنية ليشمل تنشيط مناطق الدماغ المرتبطة بالتخطيط والذاكرة. يُجبر الدماغ على معالجة معلومات بصرية وحركية غير مألوفة مع كل خطوة، مما يعزز قدرته على التكيف وإعادة تشكيل الشبكات العصبية.
يوصى بالبدء بممارسة المشي إلى الخلف تدريجيًا في أماكن آمنة وخالية من العوائق لضمان السلامة. يجب الحفاظ على وضعية جسم مستقيمة، مع تحريك القدمين بعناية وبدء الخطوة من الأصابع لتعظيم الفائدة الدماغية والعضلية. هذا التمرين يتطلب تركيزًا ذهنيًا عاليًا يعود بالنفع على القدرات المعرفية.
الهمهمة: صوت بسيط يعزز هدوء الأعصاب
تساعد الهمهمة أو إصدار طنين خفيف على تحفيز العصب المبهم، وهو عصب حيوي يربط الدماغ بأعضاء الجسم الرئيسية مثل القلب والرئتين. يسهم هذا التحفيز في تهدئة الجهاز العصبي، مما يقلل من التوتر ويزيد من الشعور بالاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، تعزز الهمهمة إنتاج أكسيد النيتريك، الذي يحسن تدفق الدم إلى الدماغ بشكل فعال.
تُظهر الدراسات التي أجريت على مغني الجوقات أن التنفس المنظم المصاحب للغناء والهمهمة يحسن الأداء المعرفي. يعود هذا التحسن إلى تقوية الشبكات العصبية المرتبطة بالانتباه والتركيز، مما يعزز القدرة على المعالجة الذهنية. يؤكد الدكتور وودز على أهمية التجربة الفردية لهذه الأساليب، حيث تختلف استجابة كل دماغ، مما يستدعي تجريبها بانتظام لاكتشاف الأنسب لكل شخص.