موقف حاسم.. مجدي الجلاد: مصر ليست داعية للحرب بل عامل أمان إقليمي

تغيرات عالمية تبرز محدودية القوى الكبرى ودور مصر المحوري

كشف الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، خلال حواره ببرنامج “آخر النهار”، عن تحولات جيوسياسية كبرى تشمل تراجع نفوذ أمريكا وتحديات تواجه إيران وإسرائيل، فيما تبرز مصر كركيزة استقرار إقليمي. أكد الجلاد أن الفترة الحالية تمثل نقطة تحول تاريخية ستُدرس في الأكاديميات العسكرية، حيث تتغير موازين القوى وتتضح قدرات الأطراف الإقليمية.

تحديات النفوذ الأمريكي ومحدودية التدخل

أشار الجلاد إلى أن الصراعات الإقليمية الراهنة، مثل الحرب في أوكرانيا والتوترات المستمرة حول تايوان، كشفت بوضوح عن محدودية قدرة الولايات المتحدة على التدخل العسكري المباشر. تعتمد أمريكا حاليًا على تقديم دعم غير كافٍ، مثل إمدادات الأسلحة، بدلاً من الدخول في مواجهة شاملة على الأرض. هذه الديناميكية الجديدة تعكس تحولاً في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الأزمات العالمية.

اقرأ أيضًا: المؤبد.. السجن لعاطلين بالمنيا بتهمة حيازة المخدرات

استراتيجية إيران وحساسية إسرائيل للضغوط

أظهرت إيران حنكة استراتيجية كبيرة في التعامل مع التوترات الإقليمية والدولية، حيث تسعى بفاعلية لتجنب الانتحار السياسي وتحافظ على بقائها. تعمل طهران على تطوير قدراتها العسكرية والاستراتيجية دون استفزاز مواجهة مباشرة وواسعة النطاق مع الولايات المتحدة، وهو ما يعكس نهجًا حذرًا ومركزًا على المصالح الوطنية.

في المقابل، أصبحت إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي الخارجي لتخفيف الضغوط الداخلية والخارجية المتزايدة عليها. فقد أظهرت حرب أكتوبر عام 1973 مدى هذا الاعتماد، عندما استنجدت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بالولايات المتحدة الأمريكية بعد أيام قليلة من بدء المعارك. كما أكد الجلاد أن قدرة إيران على الوصول إلى العمق الإسرائيلي أظهرت هشاشة الأخيرة أمام الضربات الطويلة المدى، مما يعكس تحولاً في المشهد الأمني الإقليمي.

مصر.. ركيزة استقرار وحكمة سياسية

تظل مصر، بفضل عقيدتها العسكرية التاريخية الراسخة وعمقها الاستراتيجي الفريد، ركيزة أساسية للاستقرار والأمان في المنطقة. تمتلك القاهرة القدرة على مواجهة التحديات المتنوعة بفاعلية دون الانجرار إلى صراعات غير محسوبة أو مغامرات عسكرية لا تخدم مصالحها القومية العليا. يعكس هذا النهج حكمة القيادة المصرية في التعامل مع الأزمات.

اقرأ أيضًا: زلزال في الجيزة؟.. هزة أرضية بقوة 2.3 ريختر ورئيس قسم الزلازل يحسم الجدل: ضعيفة وغير مؤثرة

بالإضافة إلى ذلك، تُعرف مصر بحكمتها السياسية الواضحة، فهي ليست طرفًا داعيًا للحرب أو التصعيد العسكري في أي صراع إقليمي. تسعى القاهرة دومًا لتكون عامل أمان إقليمي يسهم في تهدئة التوترات وحماية مصالحها الحيوية، مع ردع أي تهديدات محتملة بشكل استباقي. يؤكد الجلاد أن العالم يتجه نحو مواجهات تحالفات كبرى، لكن مصر ستبقى صامدة كقوة عاقلة تحافظ على التوازن وسط هذه التحديات العالمية المتزايدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *