كشف الجلاد، رئيس تحرير مجموعة “أونا للصحافة والإعلام”، عن رؤيته للوضع الإقليمي خلال حواره في برنامج “آخر النهار” على قناة “النهار”. أكد الجلاد أن إسرائيل تعتبر تطور القدرات العسكرية لدول مثل إيران تهديدًا لتفوقها، مما يدفعها لتصعيد المواجهات. شدد أيضًا على أن مصر تظل الدولة الوحيدة القادرة على الحفاظ على التوازن الإقليمي بفضل عمقها الاستراتيجي وتخطيطها الدقيق.
مخاوف إسرائيل وتصعيد المواجهات
أوضح الجلاد أن إسرائيل تشعر بتهديد كبير لتفوقها العسكري مع تطور قدرات دول إقليمية مثل إيران. يرى الكيان أن قدرة الولايات المتحدة على توفير حماية دائمة له محدودة، مما يدفعه إلى تصعيد المواجهات العسكرية بشكل مستمر. هذا التصعيد يشمل استهداف قادة بارزين مثل حسن نصر الله، في محاولة لردع أي تهديدات محتملة.
مصر ودورها في تحقيق التوازن الإقليمي
أكد الجلاد أن مصر تتمتع بعمق استراتيجي فريد وتخطيط مدروس يجعلها الدولة الوحيدة القادرة على الحفاظ على التوازن في المنطقة. أوضح أن القاهرة تتجنب الانخراط في المعارك المفروضة عليها، على عكس ما حدث للعراق عام 2003، وتختار توقيت وشكل أي مواجهة بعناية فائقة. تحافظ مصر على تحالفاتها دون الخضوع الكامل للضغوط الأمريكية، مما يعزز استقلال قرارها.
صمود إيران والردود المحسوبة
أشار الجلاد إلى أن إيران تمكنت من الحفاظ على تماسك نظامها وخبراتها النووية رغم الضربات الأمريكية والإسرائيلية المتكررة. استفادت طهران من تعاون سري مع دول أخرى، مما مكنها من مواجهة التحديات الكبرى دون الدخول في “انتحار سياسي”. الردود الإيرانية، مثل إطلاق صواريخ رمزية على قاعدة أمريكية عقب اغتيال قاسم سليماني، تعكس حكمة سياسية تهدف إلى حفظ ماء الوجه دون تصعيد مكلف أو الخسارة الاستراتيجية.
شدد الجلاد على أن مصر تتبنى نهجًا مشابهًا من الحكمة السياسية، حيث تسعى لتعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية بشكل مستمر. تركز القاهرة على حماية أمنها القومي دون استعداء القوى الكبرى، مما يعكس تخطيطًا تكتيكيًا دقيقًا. تبرز مصر كلاعب رئيسي في المنطقة يقاوم محاولات فرض الهيمنة الإسرائيلية ويحافظ على استقرار المنطقة في وجه التحديات الراهنة.