شهد قطاع الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال حراكًا فنيًا وفكريًا واسعًا خلال عام 2024-2025. قدم القطاع فعاليات وطنية ومجتمعية متنوعة، بجانب دعم المواهب الناشئة وإنتاج عروض مسرحية متميزة. امتد تأثير هذه الأنشطة ليشمل كافة المحافظات، مؤكدًا دور المسرح في تنشيط المشهد الفني والفكري المصري.
نظّم قطاع المسرح عددًا من الفعاليات الوطنية والفنية البارزة، احتفاءً بذكرى ثورة 30 يونيو وثورة 23 يوليو وحرب أكتوبر والعاشر من رمضان. تضمنت هذه الاحتفالات تكريمًا لأبطال القوات المسلحة ومجموعة من الفنانين الذين أثروا الوجدان الوطني بأعمالهم الفنية الخالدة.
واصل القطاع جهوده في اكتشاف المواهب الشابة من خلال مسابقة الأغنية الوطنية للشباب “أنا المصري”، التي احتفلت هذا العام بدورتها الثامنة بنجاح كبير. تهدف هذه المسابقة إلى صقل المواهب وتقديم وجوه فنية جديدة تساهم في المشهد الغنائي الوطني.
في إطار تعزيز العدالة الثقافية ونشر الفن، نظم القطاع برنامجي عرض جماهيري مفتوحين هما “هل هلالك” خلال شهر رمضان المبارك، و”صيف قطاع الإنتاج” في الإجازة الصيفية. قُدمت 20 ليلة عرض رمضانية و15 ليلة صيفية على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، ما أتاح للجمهور فرصة الاستمتاع بالفنون مجانًا.
فعاليات وطنية ومجتمعية لقطاع المسرح
أسهمت مكتبة القاهرة الكبرى بشكل فاعل في تقديم محتوى ثقافي متنوع للجمهور، حيث نظمت نحو 150 فعالية ثقافية. استضافت المكتبة الملتقى الدولي الثامن لفنون ذوي القدرات الخاصة، والملتقى الرابع للوعي الأثري ضمن مبادرة “اعرف بلدك” التي تعزز الوعي بالتراث المصري العريق.
كما نظمت مكتبة القاهرة الكبرى ندوة حول التغيرات المناخية بعنوان “الطريق إلى COP29″، وشاركت بفعالية في الأسبوع العربي للتنمية المستدامة. استضافت كذلك القمة الشبابية العربية واحتفت بالعلاقات الدبلوماسية المصرية الفنزويلية، بالإضافة إلى تنظيم 5 معارض فنية متنوعة وعدد من الندوات المجتمعية الهادفة.
فيما يخص مركز الهناجر للفنون، نظم الملتقى الثقافي الشهري بإعداد وتقديم الدكتورة ناهد عبد الحميد. قدم الملتقى 12 ندوة ثقافية ناقشت موضوعات وطنية مهمة مثل “بناء الإنسان المصري” و”تمكين المرأة”، ما عزز النقاش الفكري حول قضايا المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، استضافت قاعة آدم حنين للفنون التشكيلية بمركز الهناجر 10 معارض فنية متنوعة. قدمت هذه المعارض فرصة للفنانين لعرض أعمالهم وللجمهور للاطلاع على أحدث الإبداعات الفنية في مجالات مختلفة، ما أثرى المشهد التشكيلي.
تنمية المواهب ودعم الإنتاج المسرحي
أنتج مركز الهناجر للفنون 3 عروض مسرحية متميزة وهي: “الارتيست” و”نساء بلا غد” و”عايش إكلينيكيا”. بلغ إجمالي ليالي العرض لهذه الأعمال 116 ليلة عرض، مما يعكس نشاطًا إنتاجيًا كبيرًا. كما استضاف المركز عروضًا نوعية مثل “الشيطان مش شاطر” الموجه لذوي القدرات الخاصة، واحتفالات يوم المرأة العالمي.
قدم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة المخرج عادل حسان، إسهامات بارزة في دعم الفنون. احتفل المركز باليوم العالمي للرقص الشعبي، وتضمن الاحتفال تكريم رموز ورواد الفن الشعبي، وعرض فيلم وثائقي بعنوان “الرقص الشعبي فن وثقافة” لتسليط الضوء على هذا الفن الأصيل.
كما نظم المركز مؤتمرًا علميًا مهمًا بعنوان “الإبداع والهوية.. صوت الشعوب” بمشاركة 19 باحثًا متخصصًا. تخلل المؤتمر تكريم أصحاب المشروعات الثقافية المتميزة، ما يعزز البحث العلمي ويقدر الجهود الإبداعية.
أعاد المركز إحياء مسابقة توفيق الحكيم للتأليف المسرحي في دورتها الرابعة، وهي مبادرة حيوية لاكتشاف وتنمية المواهب المسرحية الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، فعل المركز مشروع النشر في صيغتيه الورقية والإلكترونية، ما يسهم في إثراء المكتبة المسرحية والموسيقية.
لأول مرة، قام المركز بتوثيق شامل لعدد من الفعاليات المسرحية الكبرى، منها المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثانية والثلاثين. كما وثق المركز مهرجان فرق الأقاليم الذي أقيم على مسرحي السامر وقصر ثقافة روض الفرج، ومواسم مهرجان المسرح الجامعي الذي ينظمه صندوق التنمية الثقافية.
قدم البيت الفني للمسرح، برئاسة الفنان هشام عطوة، مجموعة واسعة من الأعمال المسرحية والمبادرات النوعية التي عكست ثراء الحركة المسرحية. أنتج البيت 15 عرضًا مسرحيًا جديدًا عبر فرقه المتعددة، منها “مش روميو وجوليت” للمسرح القومي و”كازينو” للمسرح الحديث، بالإضافة إلى عروض للأطفال مثل “مروان وحبة الرمان”.
في إطار دعم الطاقات الإبداعية الشابة، أطلق البيت الفني للمسرح مشروع “أول ضوء” التابع لفرقة مسرح الشباب. يستهدف هذا المشروع تمكين المؤلفين والمخرجين والممثلين الجدد من خلال إنتاج عروض قصيرة منخفضة التكلفة وعالية التأثير، ويمثل منصة رئيسية لاكتشاف جيل جديد من المبدعين المسرحيين.
كما أطلقت مبادرة “100 ليلة عرض” التي تهدف إلى إنتاج 10 عروض مسرحية تقدم بواقع 10 ليالٍ متتالية لكل عرض. بإجمالي 100 ليلة عرض سنويًا لفرقة مسرح الإسكندرية، تسهم هذه المبادرة في تنشيط المشهد المسرحي وتوفير فرص عرض مستمرة.
في مجال التدريب الاحترافي، تم تنفيذ ورشة “ابدأ حلمك – للكبار” التي استفاد منها 40 متدربًا في مجال التمثيل وصقل مهاراتهم الفنية. بالإضافة إلى ذلك، ضمت الدفعة الثانية من برنامج “ابدأ حلمك – للأطفال” 60 طفلًا، مما يعكس اهتمام البيت الفني برعاية المواهب من مختلف الأعمار وتهيئة الجيل القادم.
المسرح يصل لمليون مواطن عبر “المواجهة والتجوال”
واصل مشروع “مسرح المواجهة والتجوال” دوره الفاعل في الوصول بالمسرح إلى كل ربوع الوطن ونشر الوعي الثقافي. قُدِّم 8 عروض مسرحية بإجمالي 160 ليلة عرض في 22 محافظة مصرية، ليصل بذلك عدد المستفيدين منها إلى ما يقارب مليون مواطن، ما يؤكد نجاح المشروع في تحقيق العدالة الثقافية.
من أبرز العروض التي قدمها المشروع كانت مسرحية “دارت الأيام” (إنتاج مسرح الهناجر) في محافظتي بورسعيد والدقهلية. كما شملت العروض “أوبريت الليلة الكبيرة” الشهير (إنتاج مسرح القاهرة للعرائس) الذي قدم في مناطق حلايب وشلاتين والمنوفية، مما يعكس تنوع الأماكن المستهدفة.
بالإضافة إلى ذلك، قُدم عرض “حازم حاسم جدًا” (إنتاج فرقة مسرح الإسكندرية) في محافظتي أسيوط وقنا. تم تقديم أيضًا عروض توعوية موجهة للأطفال بعنوان “توتة توتة” في قرى محافظات الدقهلية والمنوفية والبحيرة، مساهمة في تنمية الوعي الفني والثقافي لدى النشء.