انقسام أوروبي قبيل لقاء ترامب وبوتين.. قمة ألاسكا تُثير جدلًا حول مصير كييف ومستقبل الأمن الأوروبي

تزايدت التوترات الدبلوماسية بين أوروبا والولايات المتحدة قبيل قمة ألاسكا المرتقبة بين الرئيسين ترامب وبوتين، بسبب استبعاد أوكرانيا من المفاوضات حول مستقبل الصراع. أوروبا تُصّر على أن أي اتفاق سلام دائم يجب أن يشمل كييف ويحترم سيادة أوكرانيا، بينما يلمح ترامب لإمكانية “صفقة” تتضمن تنازلات إقليمية لروسيا. يأتي هذا وسط مخاوف أوروبية من تكريس مبدأ تغيير الحدود بالقوة، وانعقاد اجتماع طارئ لمستشاري الأمن القومي من الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا لتوحيد المواقف قبل القمة.

أزمة دبلوماسية حول مفاوضات أوكرانيا

يثير استبعاد أوكرانيا من مفاوضات السلام المرتقبة بين الولايات المتحدة وروسيا قلقًا بالغًا في أوروبا. ترى العواصم الأوروبية، من باريس إلى برلين، أن تجاهل كييف في أي اتفاق سلام سيؤدي إلى تفاقم الصراع وزعزعة الاستقرار في أوروبا الشرقية. وتؤكد هذه الدول على ضرورة مشاركة أوكرانيا في رسم مستقبلها، ورفض أي تنازلات إقليمية قسرية.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. صرف 4 مليارات جنيه غدًا لدعم “تكافل وكرامة” من وزارة التضامن

موقف أوروبا من مفاوضات السلام

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على استمرار الضغط على روسيا حتى التوصل لحل عادل للقضية الأوكرانية. كما شددت ألمانيا على أن السلام لا يمكن تحقيقه دون مشاركة كييف، معتبرة أن تجاوز الإرادة الأوكرانية يقوّض أي اتفاق. ويجتمع مستشارو الأمن القومي من الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا لتنسيق المواقف قبل قمة ألاسكا، وسط دعوات لضمانات أمنية قوية لأوكرانيا.

مخاوف من تنازلات إقليمية لروسيا

أعربت تقارير إعلامية أوروبية عن مخاوف من قبول واشنطن اتفاقًا يتضمن تنازلات إقليمية كبيرة لروسيا، مثل الإبقاء على سيطرتها على القرم ودونباس. رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الفكرة بشكل قاطع، مؤكدًا عدم استعداد أوكرانيا للتخلي عن أي جزء من أراضيها. يأتي ذلك في وقت يروج فيه ترامب لفكرة “تبادل الأراضي” كحل محتمل، دون تقديم تفاصيل واضحة.

اقرأ أيضًا: تنبيه هام.. الأزهر ينفي فيديو مفبرك للإمام الأكبر بشأن مسيرات غزة

سيناريوهات قمة ألاسكا وتأثيرها على الأمن الأوروبي

تحيط العديد من التساؤلات بقمة ألاسكا، أبرزها إمكانية تحقيق سلام دائم دون مشاركة أوكرانيا، وقبول أوروبا لتغيير حدود القارة بالقوة. يمكن تحديد ثلاثة سيناريوهات محتملة لنتائج القمة وتداعياتها على الأمن الأوروبي:

السيناريو الوصف التداعيات
اتفاق بتنازلات إقليمية قبول صفقة تتضمن احتفاظ روسيا بالقرم ودونباس مقابل انسحابها من مناطق أخرى. اعتباره سابقة خطيرة في أوروبا، تراجع ثقة دول أوروبا الشرقية في الناتو، تعزيز النفوذ الروسي.
فشل القمة واستمرار الحرب رفض أوكرانيا وأوروبا أي تنازلات إقليمية. استمرار النزيف العسكري والاقتصادي، إطالة أمد العقوبات، تصاعد سباق التسلح.
هدنة مؤقتة اتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت دون حل جذري. تخفيف مؤقت للتوترات، بقاء خطر تجدد القتال، فتح المجال أمام وساطات جديدة.

مستقبل الأمن الأوروبي بعد قمة ألاسكا

تمثل قمة ألاسكا منعطفًا حاسمًا في تحديد مستقبل الأمن الأوروبي. ستحدد نتائج القمة ما إذا كان مبدأ السيادة واحترام الحدود سيسود، أو ستفتح الباب أمام صفقات جيوسياسية جديدة قائمة على القوة والمساومة. يُنتظر أن تُلقي القمة بظلالها على العلاقات الدولية لعقود قادمة.

اقرأ أيضًا: قرار حكومي.. تخفيضات تصل لـ 6% على أسعار عدادات المياه وشركة شهيرة تُخفض أسعار الدهانات

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *