إشادة كندية .. سفير كندا: دور مصر محوري في مفاوضات غزة وعلاقاتنا الثنائية ناضجة

احتفلت سفارة كندا في القاهرة بـ “يوم كندا” الوطني مساء الثلاثاء، في مقر إقامة السفير أولريك شانون، بحضور كبار الشخصيات والدبلوماسيين. شهد الحفل فعاليات متنوعة وعكست كلمات السفير عمق العلاقات المصرية الكندية، مع التركيز على التعاون المشترك في دعم الاستقرار الإقليمي وتخفيف الأزمات الإنسانية، خصوصاً في غزة.

احتفال “يوم كندا” في القاهرة

احتفلت سفارة كندا في القاهرة مساء الثلاثاء، بمناسبة العيد الوطني الكندي المعروف باسم “يوم كندا”، وذلك في المقر الرسمي لإقامة السفير أولريك شانون. حضر الاحتفال عدد كبير من السفراء والدبلوماسيين الأجانب، بالإضافة إلى مجموعة من الصحفيين البارزين والشخصيات العامة المؤثرة، مما أضفى على المناسبة طابعاً دبلوماسياً واجتماعياً رفيع المستوى.

شملت فعاليات الحفل العديد من الأنشطة الترفيهية والتفاعلية التي جذبت الحضور، من بينها مسابقة مثيرة أتاحت الفرصة للفوز بتذكرتي سفر مجانيتين إلى كندا، وهو ما لاقى إقبالاً كبيراً. كما تم تقديم مجموعة من المأكولات الكندية الشهيرة، وعلى رأسها طبق “البوتين” التقليدي، الذي أضفى نكهة خاصة على الاحتفال وعرّف الضيوف بالثقافة الكندية الغنية.

اقرأ أيضًا: وداعًا للقلق.. طلاب الثانوية العامة ينهون اليوم امتحاناتهم الأخيرة

السفير شانون: عودة للذكريات وتعزيز للعلاقات

ألقى سفير كندا لدى مصر، أولريك شانون، كلمة مؤثرة أمام الحاضرين، عبر فيها عن سعادته الشخصية الغامرة بهذه المناسبة الوطنية. أشار السفير إلى أنه قبل عشرين عاماً بالضبط، وفي نفس يوم العيد الوطني، كان موجوداً في الحديقة ذاتها بمقر إقامة السفير الكندي، خلال مهمته الأولى كدبلوماسي شاب شغل حينها منصب السكرتير الثالث للشؤون السياسية في السفارة الكندية بالقاهرة.

تلك البداية في القاهرة كانت نقطة انطلاق لمسيرة مهنية طويلة تنقل خلالها السفير شانون في عدة دول بالمنطقة، شملت مناصب في فلسطين وباكستان وتركيا والعراق. خلال هذه السنوات العشرين، تعمق إعجابه الكبير بتاريخ وثقافة العالم العربي، وخصوصاً شغفه العميق بالأدب العربي، مؤكداً أن القاهرة كانت دائماً المكان الأمثل لإرواء هذا الشغف.

أوضح السفير شانون سعادته الخاصة بموافقة الحكومة المصرية على إعادة منح التأشيرات للكنديين فور وصولهم إلى الأراضي المصرية، وذلك بعد شهرين فقط من توليه مهامه كسفير في القاهرة. أكد السفير أن هذا القرار الهام سيعود بالنفع الكبير على الاقتصاد المصري، ويساهم في جذب المزيد من السائحين والمستثمرين والمعلمين والزوار الآخرين إلى مصر، مما يعزز التبادل والتعاون بين البلدين.

اقرأ أيضًا: عاجل.. 10 أسئلة فى مادة الإحصاء لطلاب الثانوية العامة.. اعرف خطوات الإجابة

دور كندا ومصر في الأزمات الإقليمية

تحدث السفير أولريك شانون عن التعاون الوثيق بين كندا ومصر، خاصة وأن كندا ستتولى رئاسة مجموعة السبع في عام 2025. أكد السفير أن البلدين يعملان عن كثب للتعامل مع الموقف الراهن في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن بلاده استنكرت العمليات العسكرية الإسرائيلية الموسعة في قطاع غزة، والمستوى الذي لا يُطاق من المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء.

انضمت كندا إلى مصر في دعواتها المتكررة والمستمرة لاستئناف فوري وكامل لدخول المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة، كما رفضت أي خطط تهدف إلى التهجير القسري لسكان القطاع. وفي هذا السياق، أثنى السفير الكندي على الجهود الدؤوبة التي تبذلها مصر في مفاوضات وقف إطلاق النار، والتي تسعى جاهدة لتحقيق وقف دائم للعنف وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين.

أشاد السفير الكندي أيضاً بالقيادة الحكيمة لمصر في ظل وجود العديد من الصراعات المسلحة المحيطة بها، مؤكداً دورها الفاعل في تعزيز الحلول الدبلوماسية للأزمات الإقليمية. كما ثمن كرم مصر في استقبال العديد من النازحين من مناطق النزاع، وتقديم يد العون لهم في ظروف إنسانية صعبة، مما يعكس دورها المحوري كملجأ وداعم للاستقرار.

تستمر كندا في تبوء مكانة رائدة كواحدة من أبرز الوجهات العالمية لإعادة توطين اللاجئين، مما يمثل دوراً متواضعاً لكنه مهم في تخفيف العبء عن دول مثل مصر التي تستقبل أعداداً كبيرة من النازحين. يبرز هذا الجهد المشترك التزام البلدين بالمبادئ الإنسانية والتضامن الدولي.

اختتم السفير أولريك شانون كلمته بالتأكيد على أن العلاقة بين مصر وكندا تتطور وتزداد نضجاً بمرور الوقت، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنها لا تزال تزخر بإمكانيات هائلة لم تُستغل بعد بشكل كامل. يفتح هذا التأكيد آفاقاً جديدة للتعاون المستقبلي في مجالات متعددة تعود بالنفع على البلدين الصديقين.

تجدر الإشارة إلى أن كندا تحتفل بعيدها الوطني في الأول من يوليو من كل عام، وهو تاريخ يخلد ذكرى صدور قانون في هذا اليوم من عام 1867. بموجب هذا القانون، تم توحيد كندا كدولة مستقلة تتكون من أربع مقاطعات كبرى، ليصبح هذا اليوم رمزاً لوحدة وتأسيس الدولة الكندية الحديثة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *