يكشف علماء وكالة ناسا عن تمدد مذهل للغاز والنجوم والغبار في سحابة ماجلان الصغرى، وذلك بفضل تلسكوبي هابل وويب الفضائيين. تركز هذه الاكتشافات على العنقودين النجميين NGC 460 وNGC 456، مما يوفر رؤى حاسمة حول عمليات تكوين النجوم في بيئات مماثلة للكون المبكر. تسهم هذه الملاحظات في تعميق فهمنا للفروقات بين المجرات القزمة وتفاعلاتها الكونية المعقدة.
كيف يكشف هابل وويب عن ولادة النجوم؟
تُظهر صور تلسكوب هابل الفضائي الغاز المتوهج والمؤين، الذي ينبعث بفعل الإشعاع النجمي وينفث فقاعات زرقاء من الغاز والغبار. هذه العناقيد المفتوحة تضم عشرات إلى مئات النجوم الفتية المرتبطة ببعضها بشكل فضفاض بقوة الجاذبية. تُعد هذه الكيانات الشابة جزءًا أساسيًا من دورة حياة المجرات ونشاطها.
في المقابل، يكشف تلسكوب ويب الفضائي، عبر الأشعة تحت الحمراء، عن هياكل دقيقة تشبه الخيوط وكتل من الغبار الأحمر. بينما يُظهر هابل الغبار كصورة ظلية مقابل الضوء، يُسخن الغبار في صور ويب بضوء النجوم ويتوهج بموجات الأشعة تحت الحمراء، مما يوفر رؤية مختلفة ومكملة لتلك المناطق النشطة من تكوين النجوم.
NGC 460 وNGC 456: لمحة عن الكون المبكر
تقع العنقودان NGC 460 وNGC 456 في سحابة ماجلان الصغرى، وهي مجرة قزمة تدور حول مجرة درب التبانة. تُعرف المنطقة المحيطة بهذه العناقيد باسم مجمع N83-84-85، وتُعد موطنًا لعدد من النجوم النادرة من النوع O. هذه النجوم ضخمة وساخنة للغاية، وتحرق الهيدروجين بطريقة مشابهة لما تفعله شمسنا.
يُطلق على مزيج الغاز والغبار المتواجد بين النجوم في الكون اسم “الوسط البينجمي”. تحاكي الظروف السائدة في سحابة ماجلان الصغرى تلك التي كانت موجودة في الكون المبكر. هذه الخاصية الفريدة تجعل السحابة مختبرًا طبيعيًا قريبًا يسمح للعلماء بدراسة نظريات تكوين النجوم وتطور الوسط البينجمي خلال المراحل الأولى من نشأة الكون.
لماذا تعد سحابة ماجلان الصغرى مختبراً كونياً؟
بفضل هذه الملاحظات الدقيقة التي أجراها تلسكوبا هابل وويب، يسعى الباحثون إلى دراسة تدفق الغاز في هذه العناقيد، من مناطق التقارب إلى مناطق التباعد. تساعد هذه الدراسات في توضيح الفروقات الجوهرية بين سحابة ماجلان الصغرى ومجرتها القزمة، وبين سحابة ماجلان الكبرى.
كما تسهم هذه الأبحاث بشكل كبير في تعميق فهم الوسط البينجمي، وكيف يتفاعل مع النجوم الحديثة الولادة. بالإضافة إلى ذلك، توفر هذه الملاحظات بيانات قيّمة لفهم التفاعلات الجاذبية المعقدة التي تحدث بين المجرات، مما يضيء جوانب مهمة من ديناميكيات تطور الكون.