في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، السبت، عن تمكنه من تقديم مساعدات غذائية حيوية لعائلات شمال قطاع غزة خلال اليومين الماضيين. ووفقاً لبيان صادر عن البرنامج، فإن “وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة لا يزال مقيداً بشدة بسبب النشاط العسكري المتواصل وأوامر الإخلاء المستمرة”.
تحديات توزيع المساعدات.. شاحنات تتعرض للاعتراض
يوم الجمعة، دخلت 20 شاحنة مساعدات عبر معبر زيكيم باتجاه شمال القطاع، لكن 11 شاحنة منها تعرضت للاعتراض من قبل مجموعات من المدنيين اليائسين، بينما تمكنت 9 شاحنات فقط من الوصول إلى مخازن البرنامج. الوضع ازداد سوءًا يوم السبت، حيث دخلت 20 شاحنة غذائية أخرى من معبر زيكيم، لكن جميع حمولتها أُفرغت من قبل مدنيين جائعين قبل وصولها إلى مستودعات البرنامج.
وفي هذا السياق، أكد برنامج الغذاء العالمي عبر حسابه الرسمي على تويتر بتاريخ 12 يوليو 2025، استمراره في توزيع الغذاء للمجتمعات الضعيفة في شمال غزة، مناشداً بشكل عاجل عدم التدخل في عمليات الإغاثة المستمرة، ومحذرًا من أن غياب الوصول المستمر وغير المقيد يعني “تزايد خطر المجاعة”.
نظام إسرائيلي جديد للمساعدات.. خلاف مع الأمم المتحدة
فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة منذ شهر مارس الماضي. وبعد تخفيف جزئي لهذا الحصار في أواخر مايو، والذي سمح بدخول بعض البضائع، أطلقت إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المعونات الغذائية. هذا النظام يتم بإشراف القوات الإسرائيلية مباشرةً، وعبر “مؤسسة غزة الإنسانية”.
لكن هذا الإجراء قوبل برفض قاطع من قبل الأمم المتحدة، التي وصفت النظام بأنه “خطير بطبيعته ويمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ الحياد الإنساني”. في المقابل، تبرر إسرائيل موقفها بأن هذا النظام ضروري وحيوي لمنع المجموعات المسلحة من تحويل مسار المساعدات واستغلالها.
الحرب في غزة: حصيلة صادمة وتداعيات إنسانية كارثية
اندلعت الحرب الحالية في السابع من أكتوبر 2023، إثر هجوم مباغت شنته مجموعات مسلحة بقيادة حركة “حماس” على بلدات جنوب إسرائيل. وبحسب الإحصاءات الإسرائيلية، أسفر هذا الهجوم عن مقتل حوالي 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى قطاع غزة، ويُعتقد أن ما لا يقل عن 20 من الخمسين رهينة المتبقين لا يزالون على قيد الحياة.
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ ذلك الحين قد أودت بحياة أكثر من 57 ألف فلسطيني. وتسببت هذه العمليات في أزمة نزوح غير مسبوقة طالت جميع سكان القطاع تقريباً، الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، مما فجر أزمة إنسانية حادة وأحدث دماراً هائلاً في معظم مناطق القطاع.