يشهد سماء العالم العربي مساء الأربعاء 2 يوليو 2025 ظاهرة فلكية مميزة، حيث يرصد القمر في طور التربيع الأول. تُعد هذه الفرصة ذهبية لمراقبة وتصوير سطح القمر بتفاصيله الدقيقة، حيث يظهر نصفه مضاءً بوضوح، ما يكشف عن الفوهات والجبال بفضل تباين الظلال. هذا الوضع الأمثل يتيح تجربة رصد فريدة ومريحة لمحبي الفلك.
لماذا التربيع الأول مثالي للرصد؟
يتميز طور التربيع الأول بأن نصف وجه القمر يكون مضاءً بشكل كامل، بينما يبقى النصف الآخر في الظل، ما يخلق تباينًا دراميًا على سطحه. هذا التباين الضوئي يتيح رؤية استثنائية لتضاريس القمر، حيث تبرز الفوهات والجبال والوديان بشكل واضح، خاصة على طول الخط الفاصل بين النور والظلام. هذا الخط الذي يمثل شروق الشمس أو غروبها على سطح القمر، يظهر المعالم بتأثير ثلاثي الأبعاد مذهل.
يشكل طور التربيع الأول فرصة ذهبية حقيقية لرصد التضاريس القمرية بأدق تفاصيلها، حتى باستخدام منظار أو تلسكوب صغير الحجم. في هذه المرحلة، يظهر الخط الفاصل بين الجزء المضيء والجزء المظلم من القمر بوضوح تام، مما يبرز الفوهات العميقة والجبال الشاهقة والتضاريس السطحية الأخرى بتأثير ثلاثي الأبعاد مذهل. يتيح تفاعل الضوء والظلال رؤية تفاصيل دقيقة كالحواف الحادة للفوهات والمنحدرات الجبلية بوضوح.
أفضل أوقات الرصد والتصوير
يُشرق القمر في طور التربيع الأول بعد الظهيرة بالتوقيت المحلي من الأفق الشرقي، ويتصاعد في قبة السماء تدريجيًا. يصل القمر إلى أعلى نقطة له مع وقت غروب الشمس تقريبًا، مما يجعله في موقع مثالي للرصد. هذا الوضع يوفر ظروفًا مريحة وسهلة للغاية للمشاهدة والتصوير الفوتوغرافي لسطحه، حيث لا يضطر الراصدون للانتظار حتى وقت متأخر من الليل لبدء المراقبة.
يُتوقع أن يصل القمر إلى طور التربيع الأول تمامًا عند الساعة 10:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، الموافق 07:30 مساءً بتوقيت غرينتش. في هذه اللحظة، يكون القمر قد أكمل ربع مداره حول كوكب الأرض خلال الشهر القمري الحالي. سيظل القمر مرئيًا بوضوح في السماء حتى ما بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، ما يمنح هواة الفلك فترة طويلة وكافية لمتابعته والاستمتاع بمشاهدة تفاصيله وتصويرها.
يستمر القمر في دورته حول الأرض، وبعد طور التربيع الأول، تزداد المسافة الزاوية الظاهرة بينه وبين الشمس في قبة السماء تدريجيًا. يواصل القمر تقدمه نحو مرحلة البدر المكتمل، ومع هذه الحركة، يتأخر شروق القمر ببطء كل يوم. يصبح شروقه مقترنًا بوقت غروب الشمس تقريبًا، مما يوفر فرصة ممتازة لرصده عندما يكون مرتفعًا في السماء، وتكون ظروف الرؤية أكثر ملاءمة وراحة لهواة الفلك.
نصائح لرصد تفاصيل سطح القمر
لتحقيق أفضل مشاهدة ممكنة لسطح القمر، بما في ذلك الفوهات الجبلية والتضاريس الدقيقة، يُنصح بشدة باستخدام تلسكوب فلكي بفتحة تتراوح بين 4 إلى 6 بوصات. هذه الفتحة الكبيرة نسبيًا تسمح بجمع كمية كافية من الضوء، مما يوفر صورًا واضحة ومفصلة. التلسكوبات الأصغر حجمًا قد تكون كافية للرؤية العامة، لكن للحصول على أدق التفاصيل، يفضل الحجم المذكور.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم استخدام مرشحات الضوء، المعروفة باسم الفلاتر القمرية، في تحسين تجربة الرصد بشكل كبير. تعمل هذه الفلاتر على تقليل شدة الإضاءة الصادرة عن القمر، مما يعزز تباين التفاصيل ويبرزها بوضوح أكبر، ويجعل المشاهدة أكثر راحة وشمولية. تقلل الفلاتر من الوهج، مما يسمح للعين بالتركيز على التباينات الدقيقة بين المناطق المضاءة والمظلمة على السطح القمري.