يُعد نقص حمض الفوليك، المعروف أيضاً بفيتامين B9، مشكلة صحية لا تقتصر آثارها على النساء فقط، بل تمتد لتشمل صحة الرجال بابعاد مهمة. يمتد تأثير هذا النقص ليشمل الخصوبة وجودة الحيوانات المنوية، مروراً بالصحة العقلية والمزاج، وصولاً إلى تعزيز خطر الإصابة بأمراض القلب وضعف المناعة، مما يستدعي اهتماماً خاصاً لضمان مستويات كافية منه.
نقص الفوليك والخصوبة لدى الرجال
يؤثر نقص حمض الفوليك بشكل مباشر على خصوبة الرجال وجودة الحيوانات المنوية. يتجلى ذلك في انخفاض ملحوظ في عدد الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى زيادة في التشوهات الشكلية وضعف حركتها، مما قد يعيق القدرة على الإنجاب ويؤدي إلى ضعف الخصوبة بشكل عام. حمض الفوليك ضروري للغاية في عمليات تصنيع الحمض النووي (DNA)، الذي يُعد مكوناً أساسياً في إنتاج الحيوانات المنوية السليمة والفعالة.
أبعد من الخصوبة: المزاج والمناعة
لا تقتصر تداعيات نقص حمض الفوليك على الجانب الإنجابي فحسب، بل تمتد لتؤثر على الصحة العقلية والمزاج. قد يؤدي هذا النقص إلى ظهور أعراض مثل القلق والاكتئاب، واضطرابات في النوم، وضعف في التركيز والذاكرة، لأنه يلعب دوراً حيوياً في إنتاج السيروتونين ومواد كيميائية أخرى أساسية تنظم المزاج ووظائف الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يرفع نقص الفوليك مستويات الهوموسيستين في الدم، مما يزيد من خطر تصلب الشرايين ويُعرض لخطر الإصابة بالجلطات القلبية أو الدماغية. كما يضعف هذا النقص قدرة الجهاز المناعي عبر تقليل إنتاج خلايا الدم البيضاء، مما يجعل الجسم أقل مقاومة للعدوى والأمراض.
مصادر الفوليك للحفاظ على صحتك
قد يسبب نقص حمض الفوليك نوعاً من فقر الدم يُعرف باسم “فقر الدم ميغالوبلاستيك”، والذي يؤدي إلى شعور مستمر بالتعب والإرهاق، وضيق في التنفس، وشحوب في البشرة، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة اليومية. يمكن مكافحة هذا النقص بسهولة من خلال تضمين مصادر الفوليك الغنية في نظامك الغذائي. تشمل هذه المصادر الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والجرجير، وكذلك الكبدة والبقوليات كالعدس والفاصوليا. علاوة على ذلك، تعتبر المكسرات والفواكه الحمضية كالبرتقال والأفوكادو، بالإضافة إلى الحبوب المدعّمة، مصادر ممتازة للفوليك التي تدعم صحة الجسم بشكل شامل.