كشف تقرير حديث صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أن الولايات المتحدة الأمريكية حافظت على صدارتها كأكبر اقتصاد سياحي في العالم خلال عام 2024، بمساهمة بلغت 2.36 تريليون دولار، مدعومة بقوة السياحة الداخلية. كما جاءت الصين في المرتبة الثانية بقيمة 1.3 تريليون دولار، وسط توقعات بتجاوزها للولايات المتحدة مستقبلاً، بينما هيمنت القارة الأوروبية على نصف القائمة.
حافظت الولايات المتحدة الأمريكية على مكانتها الرائدة كأكبر اقتصاد سياحي عالمي لعام 2024، وفقًا لتقرير صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC). بلغت مساهمة القطاع السياحي في الاقتصاد الأمريكي 2.36 تريليون دولار، وهو ما يعكس الأثر الاقتصادي الكبير للقطاع. ويعود هذا التفوق إلى عوامل متعددة، أبرزها قوة السياحة الداخلية النشطة، وجودة البنية التحتية المتطورة، بالإضافة إلى الوجهات السياحية العالمية الشهيرة مثل نيويورك ولاس فيغاس والمتنزهات الوطنية التي تجذب ملايين الزوار سنويًا.
في المرتبة الثانية عالميًا، برزت الصين بمساهمة قوية بلغت 1.3 تريليون دولار في الاقتصاد السياحي. تشير التوقعات إلى إمكانية تجاوز الصين للولايات المتحدة في العقد المقبل، بفضل عدة عوامل محفزة. يأتي في مقدمتها النمو المتزايد في دخل الطبقة المتوسطة الصينية، مما يزيد من الإنفاق على السفر والسياحة. كما تلعب الحكومة الصينية دورًا داعمًا من خلال تسهيل إجراءات التأشيرات وتقديم حوافز ضريبية للمستهلكين والسياح لتعزيز النمو في هذا القطاع الحيوي.
أوروبا.. هيمنة واضحة على خارطة السياحة العالمية
أظهرت القارة الأوروبية حضورًا بارزًا ومكانة قوية ضمن قائمة أكبر الاقتصادات السياحية في العالم لعام 2024، حيث شغلت خمسة من أصل المراكز العشرة الأولى. تصدرت ألمانيا دول القارة بمساهمة اقتصادية كبيرة وصلت إلى 487.6 مليار دولار، لتبرز كقوة سياحية رئيسية. تلتها المملكة المتحدة بحجم مساهمة قدره 295.2 مليار دولار، ثم فرنسا التي بلغت مساهمتها 264.7 مليار دولار.
في سياق الهيمنة الأوروبية، جاءت إيطاليا في المركز الرابع أوروبيًا بمساهمة سياحية بلغت 231.3 مليار دولار، مدعومة بثرائها الثقافي والتاريخي. وحلت إسبانيا خامسًا بمساهمة قدرها 227.9 مليار دولار، مستفيدة من جاذبيتها الشاطئية والثقافية المتنوعة. يعكس هذا التواجد القوي لأوروبا دورها المحوري كوجهة سياحية عالمية رئيسية، بفضل تنوعها الثقافي والتاريخي وبنيتها السياحية المتطورة.
قوى سياحية ناشئة ترسم المستقبل
بالإضافة إلى المراكز التقليدية التي تتصدر المشهد السياحي العالمي، بدأت قوى سياحية ناشئة في فرض حضورها القوي ضمن أكبر الاقتصادات. برزت المكسيك بشكل لافت بمساهمة سياحية وصلت إلى 261.6 مليار دولار، مما يؤكد مكانتها كوجهة سياحية إقليمية وعالمية مهمة. تواصل الهند أيضًا صعودها القوي في هذا القطاع، حيث بلغت مساهمتها 231.6 مليار دولار.
تشير التوقعات إلى أن الهند قد تتقدم لتصل إلى المركز الرابع عالميًا في اقتصادات السياحة خلال السنوات القادمة، مدفوعة بزيادة الاستثمار في البنية التحتية السياحية ونمو الطبقة المتوسطة. يعكس هذا التطور تنوعًا متزايدًا في خريطة السياحة العالمية، مع ظهور أسواق جديدة تسهم بفاعلية في النمو الاقتصادي للقطاع.
السياحة.. محرك اقتصادي عالمي
يعكس التنوع الجغرافي الواضح في مراكز القوى السياحية العالمية تحولاً جوهرياً في النظرة إلى قطاع السياحة. لم تعد السياحة مجرد نشاط ترفيهي فحسب، بل أصبحت قوة اقتصادية استراتيجية ذات تأثير مباشر على الناتج المحلي الإجمالي للعديد من الدول. تسهم السياحة بفاعلية في إعادة تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي، خاصة مع بروز الأسواق الصاعدة التي أثبتت قدرتها على أن تكون محركات رئيسية للنمو في هذا القطاع الحيوي خلال السنوات المقبلة. هذا التطور يؤكد على الدور المتزايد للسياحة كعنصر أساسي في التنمية الاقتصادية الشاملة.