تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان المصري الراحل مظهر أبو النجا، الذي أسر قلوب المصريين والعرب بفضل خفة ظله وحضوره المميز. رغم أدوارها الصغيرة، رسخ أبو النجا مكانته كمصدر دائم للبهجة بروحه المرحة وأدائه الصادق. بمجرد سماع إفيه “يا حلاوة” الشهير، يستحضر الجمهور ابتسامته فورًا.
رحلة فنية بدأت من المسرح
بدأ الفنان مظهر أبو النجا مسيرته الفنية كمطرب، محاولًا تقليد الفنان فريد الأطرش. لكن الجمهور لم يتقبل هذه التجربة، مما دفعه إلى التحول نحو عالم التمثيل، تحديدًا المسرح. انضم حينها إلى كوكبة من عمالقة التمثيل، مقدمًا أداءً لافتًا منذ بداياته.
شهد المسرح لحظة فارقة في مسيرته الفنية عندما صعد على الخشبة أمام الفنان يوسف وهبي. نسي أبو النجا نص السيناريو بالكامل بسبب رهبته الشديدة، لكن بعد صمت وجيز بدأ في ترديد حواره ببراعة. بعد انتهاء المشهد، اختفى خوفًا من رد فعل وهبي، لكنه فوجئ بإشادة الأخير بأدائه قائلًا: “برافو عليك يا ابني”.
تألق مظهر أبو النجا بشكل خاص على خشبة المسرح، مقدمًا العديد من المسرحيات الناجحة التي لا تزال عالقة في أذهان الجمهور. من أبرز هذه الأعمال مسرحية “عش المجانين”، ومسرحية “عبده يتحدى رامبو”، وكذلك مسرحيات “الكدابين اوي” و”عليوه مسافر لندن”، بالإضافة إلى “الفهلوي” و”نصب واحتيال”.
قصة حب وزواج على خشبة الفن
على خشبة المسرح أيضًا، تعرف مظهر أبو النجا على زوجته الفنانة آمال حلمي. جمعهما عمل فني مشترك هو مسرحية “دلوعة يا بيه”، حيث بدأت قصة حبهما بنظرات متبادلة استمرت لفترة طويلة قبل أن يكشف لها عن مشاعره. بعدها، ذهب لخطبتها في بلدتها طنطا.
واجهت قصة حبهما رفضًا مبدئيًا من والد العروس، الذي اعتذر بحجة عدم ثقته في التزام الفنانين. لكن آمال حلمي تمسكت بمظهر أبو النجا وإصرارها دفعت والدها للموافقة على الارتباط بعد مرور عام كامل على طلبه الأول. في النهاية، توجت قصة الحب بالزواج وأثمرت عن أربعة أبناء.
كيف ولد إفيه “يا حلاوة” الخالد؟
تعد جملة “يا حلاوة” أيقونة ارتبطت باسم الفنان مظهر أبو النجا، وتحكي قصة ولادتها تفاصيل مثيرة. روى الفنان الراحل لاحقًا أن مؤلف العمل، بهجت قمر، هو من صاغ هذه الجملة الشهيرة خلال جلساتهما التحضيرية للشخصية.
قدم بهجت قمر لمظهر أبو النجا أربع جمل مقترحة ليختار منها ما يناسب طريقة أدائه وتتردد أكثر من عشر مرات في أحداث الفيلم. كانت الخيارات تشمل “يا لهوى”، “يا خرابي”، “يا خراشي”، و”يا حلاوة”. اختار أبو النجا الجملة الأخيرة ورددها اثنتي عشرة مرة.
لم يتوقع أحد، حتى أكثر المتفائلين، أن تحصد هذه الجملة كل هذا التفاعل والتقليد الواسع من الجمهور على مر السنوات، بفضل طريقة أدائه الفريدة. كما أن نجاح “يا حلاوة” كان له أثر مباشر على مسيرة أبو النجا، حيث تسببت في تعاقده على ثلاثة أفلام دفعة واحدة، وفقًا لتصريحاته الشخصية.