تؤكد مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التنسيقية السابعة للاتحاد الإفريقي بمالابو الدور المتنامي لمصر ومكانتها المتميزة داخل القارة. شدد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، على أن هذا الحضور يعكس ثقة القارة في القيادة المصرية وتأثيرها المحوري في صياغة السياسات الإفريقية المشتركة، خاصة أجندة التنمية 2063.
مصر.. فاعل محوري في الأجندة الإفريقية
تعكس مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التنسيقية السابعة للاتحاد الإفريقي المنعقدة بمدينة مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، المكانة المتنامية التي تتمتع بها مصر داخل القارة الإفريقية. أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن هذا الحضور يؤكد دور مصر المحوري في صياغة السياسات والمواقف الإفريقية المشتركة. كما أن تولي مصر رئاسة لجنة توجيه “النيباد” وقيادة إقليم شمال إفريقيا داخل الاتحاد الإفريقي، يعكس ثقة القارة في القيادة المصرية وقدرتها على تحديد أولويات أجندة التنمية الإفريقية، وعلى رأسها “أجندة إفريقيا 2063”.
أبعاد السياسة المصرية تجاه إفريقيا
تستند السياسة الخارجية المصرية تجاه القارة الإفريقية، منذ عام 2014، إلى أسس واضحة تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية. تتضمن هذه السياسة بناء شراكات تنموية استراتيجية وتأكيد دور مصر كدولة مركزية تدرك أهمية التكامل الإفريقي. يعتبر استقرار القارة الإفريقية جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مما يعزز اهتمام القاهرة الدائم بقضايا القارة. الرئيس السيسي لم يكتفِ بالخطابات والمواقف السياسية، وإنما تبنّى مشروعات حقيقية لدعم البنية التحتية العابرة للحدود مثل خطوط الربط الكهربائي والطرق الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، فعلت مصر اتفاقية التجارة الحرة القارية وعززت دورها في تسوية النزاعات وبؤر التوتر في مناطق مثل السودان وليبيا وإثيوبيا.
رؤية مصر لدفع التنمية الإفريقية
أصبحت مصر شريكًا فاعلًا في مناقشة قضايا مصيرية للقارة، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن الغذائي. تعمل مصر أيضًا على الحد من آثار التغير المناخي، ورفع كفاءة البنية الصحية والتعليمية في القارة. وتعتبر رئاسة مصر للنيباد فرصة ثمينة لتوسيع آفاق التنمية والاستثمار داخل القارة الإفريقية، مما يعزز التعاون المشترك. تمثل القمة التنسيقية الحالية فرصة جديدة لطرح الرؤية المصرية تجاه العمل الإفريقي المشترك، خاصة في ظل التحديات العالمية الراهنة الناتجة عن ما بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية. ستواصل مصر دفع جهود الاستقلال الاقتصادي والسياسي للقارة، وبناء مؤسسات قارية قوية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية. يتوقع النائب أيمن محسب، أن تشهد المرحلة المقبلة تصاعدًا في وتيرة التنسيق السياسي والدبلوماسي، وتوسيع التعاون الاقتصادي والثقافي بين مصر ودول القارة الإفريقية. يعكس هذا التطور التزام مصر الثابت بتحقيق التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة في إفريقيا.