تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب المصري الكبير وحيد حامد، أحد أبرز صناع الدراما في تاريخ السينما والتلفزيون العربي. ترك الراحل إرثًا فنيًا ضخمًا يضم أكثر من 40 فيلمًا وعشرات المسلسلات الإذاعية والتلفزيونية، تاركًا بصمة خالدة في الوعي الجمعي. واجه حامد خلال مسيرته تحديات جمة، أبرزها التهديد بالقتل بسبب أعماله الجريئة.
مسيرة استثنائية: محطات الكاتب الكبير
ولد وحيد حامد في الأول من يوليو عام 1944 بقرية بني قريش، التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية. حصل على ليسانس الآداب من قسم الاجتماع بجامعة عين شمس، وهو ما أثرى نظرته الاجتماعية في أعماله الفنية لاحقًا. بدأ الكاتب الكبير رحلته الفنية في أواخر الستينات، حيث أصدر مجموعته القصصية الأولى بعنوان “القمر يقتل عاشقه”. ولكن، بتوجيه من الكاتب الكبير يوسف إدريس، تحول تركيزه إلى كتابة الدراما، ليبدأ مسيرته المضيئة في هذا المجال.
أعمال خالدة وشراكات فنية لا تُنسى
انطلق وحيد حامد في عالم الدراما بكتابة الأعمال الإذاعية والتلفزيونية خلال فترة السبعينات. قبل أن يخوض مجال الكتابة السينمائية بفيلم “طائر الليل الحزين”، الذي أخرجه يحيى العلمي في أواخر السبعينات. كانت نقطة التحول الحقيقية في مسيرته بمسلسل “أحلام الفتى الطائر” عام 1978، الذي جمعه بالنجم عادل إمام وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. هذا النجاح مهّد لشراكة سينمائية طويلة الأمد بينهما، بدأت بفيلمي “انتخبوا الدكتور سليمان عبدالباسط” و”الإنسان يعيش مرة واحدة” في عام 1981، واستمرت بأفلام مثل “الغول” و”الهلفوت” خلال الثمانينيات.
قدم وحيد حامد للسينما المصرية أكثر من 40 فيلمًا، تنوعت بين الاجتماعي والسياسي والكوميدي. من أبرز أعماله السينمائية “احكي يا شهرازاد” و”قط وفار” و”الوعد” و”دم الغزال” و”المساطيل”. كما تعاون الكاتب مع النجم عادل إمام والمخرج شريف عرفة في عدة أفلام أثارت جدلاً واسعًا وأصبحت علامات فارقة في تاريخ السينما المصرية، مثل “الإرهاب والكباب” و”اللعب مع الكبار” و”المنسي” و”طيور الظلام”. على صعيد الدراما التلفزيونية، ألف وحيد حامد 15 مسلسلًا منها “شياطين الليل” و”البشاير” و”الجوارح” و”الدم والنار” و”كل هذا الحب”. وأضاف إلى رصيده 12 مسلسلًا إذاعيًا مثل “شياطين الليل” و”الرجل الذي عاد” و”طائر الليل الحزين” و”بنت مين في مصر”.
تكريم رسمي وتهديدات متواصلة
تزوج الكاتب الراحل وحيد حامد من الإعلامية الكبيرة زينب سويدان، وأنجبا ابنهما مروان حامد، الذي أصبح بدوره واحدًا من أهم المخرجين السينمائيين في العالم العربي حاليًا. حظي وحيد حامد بتقدير كبير من الدولة المصرية، حيث كُرم بأرفع جوائزها، ومنها “جائزة النيل” وجائزة الدولة التقديرية، بالإضافة إلى جائزة الدولة للتفوق في الفنون. كما نال تكريمًا من العديد من المهرجانات المصرية والعربية والدولية تقديرًا لمسيرته وإنجازاته الفنية الكبيرة.
وكشف نجله المخرج مروان حامد أن والده تلقى تهديدات بالقتل من جماعة الإخوان الإرهابية. أوضح مروان أن هذه التهديدات جاءت نتيجة لأعمال والده السينمائية التي انتقدت أفكارهم الهدامة وتكشف زيفهم. أكد الناقد الفني طارق الشناوي هذه المعلومات، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان هددت الكاتب وحيد حامد بشكل خاص بسبب فيلمه “طيور الظلام”، الذي تناول بجرأة قضايا التطرف.