يناشد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك المجتمع الدولي عدم فرض قيود على صناعة النحاس الحيوية، مؤكدًا دورها المحوري في تسريع التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. جاءت دعوته تزامناً مع تحديات محتملة تواجه صادرات النحاس التشيلي، مشدداً على أن أي تضييق على هذه الصناعة سيعيق جهود مكافحة الاحتباس الحراري العالمي.
النحاس: مفتاح التحول الأخضر ومكافحة الاحتباس الحراري
أكد الرئيس غابرييل بوريك، في خطاب بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لتأميم النحاس في تشيلي، أن هذا المعدن يلعب دورًا استراتيجيًا في استبدال الوقود الأحفوري المسبب للاحتباس الحراري. شدد على أن تقييد إنتاج وتصدير النحاس سيزيد من تحديات ظاهرة الاحتباس الحراري عالمياً. تعد هذه الموارد حجر الزاوية في بناء مستقبل مستدام وأكثر صداقة للبيئة.
دعا الرئيس التشيلي إلى تكثيف الجهود الدولية لدعم صناعة النحاس، معتبرًا أنه لا مجال لتضييع الوقت في تعزيز هذه الصناعة الحيوية. تأتي هذه التصريحات في سياق يواجه فيه النحاس ضغوطًا محتملة، لا سيما بعد إعلان نية فرض رسوم جمركية قد تؤثر على أكبر مصدري النحاس عالمياً.
إجماع وطني وجهود حكومية لتعزيز التعدين
أوضح بوريك أن قضية النحاس تجمع جميع الأطياف السياسية في تشيلي، مؤكدًا وجود إجماع وطني راسخ للدفاع عن سيادة البلاد على مواردها الطبيعية. تسعى تشيلي لتوجيه استخدام هذه الموارد نحو بناء عالم أكثر عدلاً وصلاحية للعيش، بما يخدم مصالح الأجيال الحالية والمستقبلية.
تعمل الحكومة التشيلية بنشاط على تسريع إصدار التصاريح اللازمة لمشاريع التعدين الجديدة، بهدف دعم وتعزيز هذا القطاع الحيوي. بالإضافة إلى ذلك، تعزز البلاد إنتاج الليثيوم عبر شراكات مبتكرة تجمع بين القطاعين العام والخاص، وذلك في إطار خطط طموحة لدعم الصناعات الاستراتيجية المرتبطة بالتحول الأخضر العالمي.
تشيلي: ريادة عالمية وتحديات إنتاجية
تُصنف تشيلي كأكبر منتج للنحاس عالميًا، وتمتلك الاحتياطيات الأكبر من هذا المعدن الاستراتيجي. يُنظر إلى مواردها المعدنية، وخاصة النحاس والليثيوم، على أنها مكون أساسي وحاسم للانتقال العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.
تواجه شركة كوديلكو، التي تُعد أكبر منتج للنحاس في العالم، تحديات حالية تتعلق بانخفاض مستويات الإنتاج. ومع ذلك، أعرب الرئيس بوريك عن ثقته الكبيرة في قدرة الشركة على تجاوز هذه الصعوبات واستعادة مستويات الإنتاج السابقة خلال الفترة القادمة، مؤكدًا على أهميتها الاقتصادية للبلاد.