يعاني نهر شط العرب، شريان الحياة لأهالي البصرة، من تدهور بيئي متسارع يؤثر سلبًا على سبل عيش السكان والأنشطة التقليدية. فقدت مياهه عذوبتها بشكل كبير، مما أدى إلى تراجع السباحة والصيد، وهدد الثروة السمكية. يعزو المسؤولون الأزمة إلى نقص الإطلاقات المائية وتزايد التلوث.
تراجع الأنشطة الترفيهية
شهد نهر شط العرب تحولًا كبيرًا من وجهة استجمام رئيسية إلى مسطح مائي غير صالح للعديد من الأنشطة. فبعد أن كان الشبان يقصدون النهر للسباحة والاستمتاع، تراجعت أعدادهم بشكل ملحوظ نتيجة لتزايد ملوحة المياه وارتفاع مستويات التلوث. يؤكد حسين أحمد، أحد أبناء البصرة، أن المياه أصبحت شديدة الملوحة وغير صالحة للسباحة، مما دفع معظم أصدقائه إلى التوقف عن ارتياد النهر.
تأثيرات الأزمة على الثروة السمكية
لم تتوقف آثار التدهور البيئي عند النشاط الترفيهي، بل امتدت لتؤثر بشكل كبير على القطاع الاقتصادي المحلي. شهدت الثروة السمكية في النهر تراجعًا حادًا بسبب سوء نوعية المياه، مما أثر سلبًا على أرزاق الصيادين المحليين. يشرح الصياد حسين أن المياه كانت عذبة وغنية بالأسماك في السابق، لكن الآن، بعد ارتفاع منسوب المياه المالحة، انتهى الصيد تمامًا، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لمصدر دخلهم.
أسباب التدهور البيئي
يعزو المسؤولون في محافظة البصرة هذه الكارثة البيئية إلى عدة عوامل رئيسية. يأتي في مقدمتها الانخفاض الكبير في منسوب نهري دجلة والفرات، وهو ما يُعزى إلى عدم التزام دول المنبع بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بتقاسم المياه. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تسرب مياه الخليج المالحة وارتفاع معدلات التلوث في تفاقم المشكلة، مما يحول دون استعادة النهر لعذوبته الطبيعية.