شارك المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية، بفعالية جانبية ضمن المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية، التي نظمت بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مصر. تناولت الجلسة ملف التمويل المختلط للبنية التحتية الحضرية المستدامة، مع عرض مفصل لتجربة مصر في تطوير المناطق الحضرية، وكيف تحول الصندوق لهيئة اقتصادية تنموية.
تحول صندوق التنمية الحضرية ودور مصر الرائد
قدم المهندس خالد صديق عرضاً شاملاً يبرز تجربة مصر الرائدة في تطوير المناطق الحضرية. أوضح خلاله التحول الكبير لصندوق التنمية الحضرية، حيث انتقل من هيئة خدمية تعتمد على ميزانية الدولة إلى كيان اقتصادي وتنموي. يمتلك الصندوق اليوم حافظة مشروعات واسعة النطاق تغطي أكثر من 230 مدينة على المستوى القومي، مما يعكس دوره المحوري في التنمية الشاملة.
أشار المهندس خالد صديق إلى إعادة تصنيف العمران بهدف استثمار المناطق ذات القيمة الاقتصادية الخاصة. يساهم هذا النهج في إعادة تمويل تطوير المناطق المتدهورة، وهو ما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على التمويل الحكومي ويفتح آفاقاً جديدة للاستدامة المالية للمشروعات الحضرية.
تحديات التمويل الحضري وكيفية التعامل معها
تطرق رئيس مجلس إدارة الصندوق إلى أبرز التحديات التي تواجه تطوير مشروعات البنية التحتية القابلة للتمويل البنكي. تشمل هذه التحديات محدودية القدرات الفنية المحلية، وصعوبات التنسيق الفعال بين الجهات المختلفة، بالإضافة إلى نقص البيانات الدقيقة ودراسات الجدوى الشاملة، والعوائق التنظيمية القائمة، فضلاً عن محدودية الوصول إلى آليات التمويل، خاصة في المدن الصغيرة.
يتعامل الصندوق مع هذه التحديات بفاعلية عبر تقديم دعم فني ميداني مباشر، وتعزيز جودة دراسات الجدوى لضمان جاذبية المشروعات. كما يعمل على تسهيل التنسيق بين جميع الجهات المعنية لتحقيق التكامل، مع التركيز على التعلم العملي من خلال تنفيذ المشروعات وورش العمل المشتركة مع جهات دولية لتبادل الخبرات.
التمويل المختلط: جذب القطاع الخاص وتحقيق الاستدامة
ناقش المهندس خالد صديق أهمية أدوات التمويل المختلط في جذب استثمارات القطاع الخاص وتقليل المخاطر المحتملة للمشروعات الحضرية. أكد ضرورة صياغة آليات واضحة لتقاسم المخاطر، وهيكلة التمويل المشترك، والاستثمار المبكر في إعداد وتجهيز المشروعات.
شدد على تعزيز الأطر التنظيمية وتشجيع منصات التمويل المختلط لخلق بيئة جاذبة للاستثمار. أبرز الصندوق نماذج مصرية واعدة مثل منصة “حافز” التي أطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لربط القطاع الخاص بالفرص الاستثمارية. كما لفت إلى مشروعات الصندوق الكبرى كحديقة تلال الفسطاط وإحياء القاهرة التاريخية، التي تُطرح حالياً للشراكة مع تحالفات دولية كبرى.
أكد رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية أن المؤسسات المالية الدولية تلعب دوراً محورياً في دعم هذه الجهود التنموية. يساهم دعمها من خلال تبادل الخبرات، وتقديم الدعم الفني المتخصص، والمساعدة الفعالة في إعداد دراسات الجدوى المتكاملة. يعزز هذا التعاون قدرة الصندوق على توسيع نطاق استخدام أدوات التمويل المختلط، مما يدعم تحقيق التنمية الحضرية المستدامة والشاملة في مصر.