هبوط غير متوقع.. عدد المسافرين جواً في ألمانيا أقل من مستويات ما قبل كورونا بنسبة 16%

شهدت المطارات الألمانية ارتفاعًا طفيفًا في عدد المسافرين خلال النصف الأول من عام 2025، إلا أن قطاع الطيران لا يزال يعاني، حيث بلغ عدد المسافرين 99.4 مليون مسافر، أقل بنسبة 16% عن مستويات ما قبل جائحة كورونا. ويعزى هذا التراجع إلى ارتفاع الضرائب والرسوم، مما دفع شركات الطيران إلى نقل طائراتها إلى دول أوروبية أخرى بتكاليف أكثر تنافسية.

تراجع قطاع الطيران الألماني رغم زيادة عدد المسافرين

سجل عدد المسافرين عبر المطارات الألمانية ارتفاعًا بنسبة 2.8% خلال النصف الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ورغم هذه الزيادة، يبقى عدد المسافرين الإجمالي، والبالغ 99.4 مليون مسافر، أقل بنسبة 16% تقريبًا عن مستويات ما قبل جائحة كورونا في عام 2019، وهو ما يشير إلى استمرار معاناة قطاع الطيران الألماني. في المقابل، سجلت الفترة نفسها من العام الماضي زيادة بنسبة 10% في عدد المسافرين، ما يبرز بطء التعافي في ألمانيا مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.

أسباب تراجع حركة السفر الجوي في ألمانيا

أرجع ينس بيشوف، رئيس الاتحاد الألماني للطيران والرئيس التنفيذي لشركة يورو وينغز، هذا التراجع إلى ارتفاع الضرائب والرسوم المفروضة على قطاع الطيران في ألمانيا. وأوضح أن هذه التكاليف المرتفعة تدفع شركات الطيران إلى سحب طائراتها من الخدمة في ألمانيا ونشرها في دول أوروبية أخرى ذات تكاليف أكثر تنافسية. وأكد بيشوف أن العواقب واضحة في معظم المطارات الألمانية، حيث تقلص عدد الرحلات الجوية المتاحة.

تأثير الرسوم المرتفعة على شركات الطيران منخفضة التكلفة

شركات الطيران منخفضة التكلفة، مثل رايان إير وإيزي جيت، نقلت جزءًا كبيرًا من أسطولها خارج ألمانيا منذ عام 2019 بسبب ارتفاع التكاليف. وفقًا لتقديرات الاتحاد الألماني للطيران، تم نقل ما يقارب ثلث الطائرات التي كانت متمركزة سابقًا في ألمانيا إلى دول أخرى. بمعنى آخر، من أصل 190 طائرة، لم يتبق سوى 130 طائرة ضمن الأسطول المتمركز في ألمانيا.

الخسائر الاقتصادية لتراجع قطاع الطيران في ألمانيا

يؤدي تراجع قطاع الطيران في ألمانيا إلى خسائر اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى تقليل الربط الجوي الدولي للبلاد. يشير الاتحاد الألماني للطيران إلى أن كل طائرة تقوم برحلات متوسطة المدى تدعم حوالي 170 وظيفة وتساهم بنحو 70 مليون يورو في الناتج المحلي الإجمالي. وبالتالي، فإن نقل الطائرات إلى خارج ألمانيا يعني خسارة فرص عمل وإيرادات اقتصادية مهمة.

مقترحات لإنعاش قطاع الطيران الألماني

لإعادة قطاع الطيران الألماني إلى مسار نمو طبيعي، يقترح ينس بيشوف خفض الرسوم الحكومية المفروضة على كل راكب، والتي تبلغ حوالي 35 يورو، إلى النصف. كما أشار إلى أن خطة الحكومة الألمانية السابقة لخفض ضريبة الطيران في عام 2026، والتي تم التخلي عنها لاحقًا، كانت ستشكل إشارة إيجابية لشركات الطيران.