يحتفل نجم الملاكمة الأسطوري مايك تايسون بعيد ميلاده الثلاثين من يونيو، وهو شخصية رياضية وفنية بارزة. لم تقتصر شهرته على حلبات الملاكمة التي حقق فيها أرقامًا قياسية عالمية، بل امتدت لتشمل عالم التمثيل بقائمة طويلة من الأفلام. تُعد قصة اعتناقه الإسلام وتحوله الروحي داخل السجن من أبرز المحطات التحولية في حياته الحافلة.
مسيرة تايسون: من الحلبة إلى الشاشة
برز مايك تايسون كظاهرة فريدة في عالم الملاكمة، محققًا أرقامًا قياسية وشهرة واسعة جعلته “ملك الحلبة” بلا منازع. سيطرت ضرباته القاضية وشخصيته الفريدة على عناوين الصحف والمجلات الرياضية حول العالم، ليصبح أيقونة عالمية تجاوزت حدود الرياضة.
اجتذبت شعبيته الجارفة المنتجين السينمائيين الذين حرصوا على استغلال حضوره القوي وشهرته في عالم الملاكمة. شارك تايسون في قائمة طويلة من الأفلام السينمائية والتلفزيونية، مضيفًا بُعدًا فنيًا لمسيرته الرياضية المليئة بالإنجازات، ومؤكدًا على قدرته على التكيف مع مجالات متعددة.
قصة الإسلام: التحول في السجن
عاش مايك تايسون حياة مليئة بتحديات الشهرة، حيث كان دومًا محط أنظار الإعلام وعدسات المصورين، مما تسبب له في إزعاج كبير. لم يتأقلم تايسون مع هذه الأجواء الصاخبة، وحاول قدر الإمكان الابتعاد عن الأضواء والعيون المتطفلة، باحثًا عن مساحة من الهدوء والخصوصية في حياته العامة.
تفاجأ تايسون لاحقًا بتهمة اغتصاب رفعتها ضده ملكة الجمال ديزايري واشنطن، وقد وصف هذه التهمة بأنها ملفقة وتهدف إلى الانتقام من نجاحاته المتتالية. هذه القضية أدت إلى سجنه، وهي الفترة التي شكلت نقطة تحول جوهرية في حياته، حيث تعرف على بعض الأشخاص الذين أقنعوه باعتناق الإسلام داخل السجن.
استرجع تايسون تلك الذكريات مؤكدًا أنه لم يكن على دراية عميقة بالإسلام رغم معرفته المسبقة بأن مثله الأعلى في الملاكمة، محمد علي كلاي، قد اعتنقه. أوضح تايسون أن فترة السجن قضت على غروره ومنحته فرصة فريدة للتعرف على تعاليم الإسلام السمحة، والتي كشفت له عن حياة أخرى ذات معنى وطعم مختلف تمامًا.
مالك عبد العزيز: الإجابات وراء الإيمان
أكد مايك تايسون أن الإسلام أمده بقدرة فائقة على الصبر، وعلمه شكر الله على كل الظروف، حتى في أوقات الكوارث والمحن. هذا التحول العميق في طريقة تفكيره وتعاطيه مع الحياة دفعه لاتخاذ قرار مصيري باعتناق الإسلام وتغيير مسار حياته بشكل جذري.
بعد اعتناقه الإسلام، اختار تايسون لنفسه في البداية اسم “عمر عبد العزيز” كاسم إسلامي جديد له، ولكنه غيره لاحقًا إلى “مالك عبد العزيز”. أوضح أن اسم مالك هو الاسم الإسلامي المقابل لاسم مايك، مما يعكس ارتباطه الوثيق بهويته الجديدة واختياره الواعي لهذا الدين.
كما صرح تايسون أنه وجد في الإسلام إجابات شافية لكل الأسئلة الوجودية حول الحياة والموت، وهو ما كان يبحث عنه طويلاً. أشد ما أقنعه في القرآن الكريم هو احترامه العميق للديانتين اليهودية والمسيحية، مما عزز قناعته بأن الإسلام دين تسامح وسلام يتقاطع مع أسس الأديان السماوية الأخرى.