موسم الكرم.. الرطب عنوان متجدد للضيافة والأصالة في «عام المجتمع»

يحتفل الإماراتيون بموسم الرطب، الذي يتزامن لأول مرة مع «عام المجتمع»، ليعمّ الفرح والبركة كافة أرجاء الوطن. يجسد هذا الموسم قيم التواصل والتلاحم وكرم الضيافة، مؤكداً المكانة الراسخة للرطب كجزء أصيل من الهوية الوطنية. تتجلى هذه الروح بتبادل الرطب كهدايا وعلامة للعطاء المتواصل.

موسم الرطب: قيم مجتمعية متجددة

يحتفي الإماراتيون في مثل هذا الوقت من كل عام بموسم الرطب، وما يجلبه من خير وبركة من ثمار «الشجرة المباركة». يتزامن هذا الموسم لأول مرة مع «عام المجتمع»، مما يضفي بُعداً معنوياً جديداً يعزز الفرح والسعادة في كل بيت إماراتي. هذا التزامن يبرز قيم التواصل والتلاحم والتآزر وكرم الضيافة والعطاء في المجتمع.

يتماهى هذا الموسم، الذي ينتظره كل من يعيش على أرض الإمارات الطيبة، مع روح مبادرة «عام المجتمع» بشكل وثيق. تتجلى هذه القيم المجتمعية بوضوح في تبادل أطباق الرطب بين الأقارب والأصدقاء، وتقديمها هدايا قيمة للضيوف وزوار الدولة. يمثل هذا السلوك تجسيداً عملياً للتكافل والعطاء الذي يميز المجتمع الإماراتي.

اقرأ أيضًا: عين الصقر.. اكتشف الرقم 2 المخفي بين مصفوفة أرقام 4 في 9 ثوانٍ فقط

الرطب: هوية وطنية وضيافة متوارثة

يشهد «عام المجتمع» موسماً يُجسّد الهوية الوطنية والثقافة المحلية بامتياز. يظهر الرطب بحضوره الدائم إلى جانب فنجان القهوة في مشهد أصيل من الضيافة الإماراتية المتواصلة، والذي يمتد لأربعة أشهر كاملة. هذه المائدة البسيطة تعكس عمق التقاليد وكرم الاستقبال.

تسلط مبادرة «عام المجتمع» الضوء بشكل خاص على المكانة الراسخة للرطب في تراث الإمارات العريق. يعد الرطب إحدى القيم الثقافية الأصيلة التي شكلت جزءاً جوهرياً من الهوية الإماراتية على مر العصور. لم يكن الرطب مجرد طعام، بل ركيزة أساسية للضيافة والتواصل الاجتماعي الفعال، وعنصراً دائماً في المجالس اليومية.

النخيل والرطب: ركيزة التواصل والتاريخ

يؤكد الباحث في التراث، عيسى بن عبيد الكعبي، أن موسم الرطب يمثل مكانة خاصة وعميقة في قلب كل إماراتي. يصفه الكعبي بأنه «قصة عشق متجذرة منذ قرون»، وقد جادت شجرة النخيل بخيرها هذا العام تزامناً مع «عام المجتمع»، مضيفة بُعداً معنوياً جديداً وجمالاً فريداً لهذا الموسم المبارك.

اقرأ أيضًا: للعين الخبيرة بس.. القطة مختفية بالصورة.. هل تكتشفها وتثبت أنك عبقري فعلاً؟

يضيف الكعبي أن استحضار الذاكرة الوطنية في «عام المجتمع» يُعد واجباً وطنياً يفرضه الوفاء للمبادرة وللتاريخ العريق للدولة. يؤكد ذلك على أن الرطب والتمر لم يكونا مجرد غذاء للمؤسسين الأوائل، بل كانا رفيقين دائمين لفنجان القهوة، وعنصرين أصيلين وحاضرين في المجالس التي شهدت اجتماعات كبرى ولقاءات تأسيس اتحاد الدولة.

لم يُنظر إلى الرطب والتمر في أي وقت من الأوقات على أنهما مجرد طعام أو شراب بسيط. بل اعتُبرا وسيلتين راسختين وفعالتين للتواصل الاجتماعي، وبناء الألفة بين الأفراد، وتعزيز الروابط المجتمعية القوية. هذه المكانة تؤكد الدور الحيوي للنخيل وثماره في النسيج الاجتماعي الإماراتي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *