كشفت صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية وحللتها وكالة «أسوشيتد برس» عن تفاصيل مثيرة حول هجوم إيراني استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر. أظهرت هذه الصور يوم الجمعة أن الهجوم أصاب قبة مثلثة الشكل، وهي جزء حيوي يضم معدات اتصالات آمنة تستخدمها القوات الأمريكية.
لم تمر ساعات قليلة على نشر تقرير الوكالة، حتى أتى التأكيد الرسمي من واشنطن. فقد أقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، شون بارنيل، بأن صاروخًا باليستيًا إيرانيًا قد أصاب القبة المذكورة. في المقابل، لم تعلق السلطات القطرية على طلبات التعليق بخصوص حجم الأضرار التي لحقت بالقاعدة.
خلفيات الهجوم: لماذا استهدفت إيران قاعدة العديد في قطر؟
جاء هذا الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية، الواقعة قرب العاصمة القطرية الدوحة، تحديدًا في 23 يونيو الماضي. كان الهجوم بمثابة رد فعل على قصف أمريكي سابق لثلاثة مواقع نووية داخل إيران. لم يكن هذا الهجوم مجرد انتقام، بل أظهرت تطوراته أنه فتح الباب سريعًا أمام وقف لإطلاق النار، بوساطة من الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترمب. هذه الوساطة أنهت حربًا بين إيران وإسرائيل استمرت لمدة 12 يومًا.
تأثير الهجوم المحدود: هل كان مخططًا له؟
على الرغم من طبيعة الهجوم، إلا أنه لم يسفر عن أضرار جسيمة في القاعدة. يرى المحللون أن هذا قد يعود لعدة أسباب؛ أولها أن الولايات المتحدة كانت قد قامت بنقل طائراتها من القاعدة، التي تُعد المقر الأمامي للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، قبل وقوع الهجوم بوقت كافٍ. بالإضافة إلى ذلك، صرح الرئيس ترمب بأن إيران كانت قد أشارت مسبقًا إلى موعد وكيفية الانتقام، مما أتاح للدفاعات الجوية الأمريكية والقطرية فرصة للاستعداد الجيد. ورغم أن الهجوم تسبب في عرقلة قصيرة للرحلات الجوية في منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه لم يتطور إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، وهو ما كان يخشاه العديد من المحللين.
صور الأقمار الصناعية تكشف الحقيقة: اختفاء القبة والأضرار الطفيفة
للتأكيد على ما حدث، أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة «بلانت لابز بي بي سي» وجود القبة المثلثية بوضوح في قاعدة العديد الجوية صباح يوم 23 يونيو، قبل ساعات من الهجوم. ولكن المفاجأة كانت في الصور اللاحقة التي التقطت في 25 يونيو وما بعده، حيث اختفت القبة تمامًا من موقعها. ورغم اختفاء القبة، إلا أن الصور أشارت فقط إلى بعض الأضرار الطفيفة في مبنى قريب. وبدا أن باقي أجزاء القاعدة لم تتأثر بشكل كبير، وهو ما تؤكده صور الأقمار الصناعية.