شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا جماعيًا في مستهل تداولات يوم الجمعة، مدفوعة بتصاعد حدة التوترات التجارية. جاء ذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تصعيد جديد في هجومه الجمركي ضد كندا، ما ألقى بظلال من الغموض على سياسات التجارة الأمريكية المستقبلية وأثر سلبًا على معنويات المستثمرين.
تراجع جماعي يضرب الأسهم الأمريكية
سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا ملحوظًا بمقدار 215.88 نقطة، لينهي تداولاته عند مستوى 44,434.99 نقطة. هذا التراجع يعادل نسبة 0.48% من قيمته، مما يعكس الضغط الهبوطي الذي واجهته الأسهم القيادية في السوق الأمريكي خلال الجلسة.
كما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 24.52 نقطة، أي بنسبة 0.39%، ليغلق عند مستوى 6,255.94 نقطة. يشمل هذا المؤشر 500 من أكبر الشركات المدرجة في الولايات المتحدة، ويعتبر مقياسًا واسعًا لأداء السوق ككل، مما يؤكد اتساع نطاق الانخفاض.
أما مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم غالبية أسهم شركات التكنولوجيا، فقد خسر 55.63 نقطة، بما يعادل 0.27% من قيمته. استقر المؤشر عند مستوى 20,575.04 نقطة، مما يشير إلى تأثر قطاع التكنولوجيا أيضًا بالتداعيات الاقتصادية للتوترات التجارية المتصاعدة.
ترقب حذر لنتائج الشركات وتأثير النزاعات التجارية
تترقب الأسواق المالية بفارغ الصبر بدء موسم إعلان نتائج الشركات الأمريكية للربع الثاني من العام الجاري. يأتي هذا الترقب وسط مخاوف متزايدة بشأن التأثير المحتمل للنزاعات التجارية المستمرة على الأداء المالي لهذه الشركات، خاصة مع تصعيد واشنطن لرسومها الجمركية.
من المتوقع أن يفتتح بنك جيه بي مورغان، أحد أكبر البنوك في الولايات المتحدة، موسم الإعلان عن نتائجه المالية يوم الثلاثاء المقبل. سيفتح هذا الإعلان الباب أمام تقييم أوسع لنتائج القطاع المالي، وسيقدم مؤشرات أولية حول مدى تأثر الشركات الكبرى بالبيئة الاقتصادية الحالية.
يستعد المستثمرون لتدقيق البيانات المالية المعلنة بحثًا عن أي إشارات تدل على تأثير السياسات التجارية على الأرباح والإيرادات. تعتبر نتائج هذا الربع حاسمة في تحديد مدى مرونة الشركات الأمريكية في مواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.
تحركات متباينة في أسواق السلع والمعادن
في سوق السندات، شهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا طفيفًا. زاد العائد بنقطة أساس واحدة، ليسجل 4.3577%، مما يعكس تغيرًا بسيطًا في شهية المخاطرة للمستثمرين تجاه الأصول الآمنة.
كما ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف في التداولات الأخيرة، مدعومة بعدة عوامل عالمية. صعد سعر خام برنت بنسبة 0.6% ليصل إلى 69.06 دولارًا للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.7%، مسجلًا 67.05 دولارًا للبرميل.
وفي أسواق المعادن النفيسة، واصل سعر الذهب تعزيز مكاسبه، حيث ارتفع بنسبة 0.2%. وصل سعر الأوقية إلى 3,329 دولارًا، وذلك بدعم من الإقبال المتزايد على الملاذات الآمنة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية والاقتصادية التي تدفع المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا.