عقدت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية اجتماعها الأول لفريق العمل الحكومي الدولي المعني باتفاقية الجائحة، وذلك في خطوة محورية نحو تعزيز الأمن العالمي من الأوبئة المستقبلية. يهدف الاجتماع إلى تحديد الخطوات التالية لتنفيذ الأحكام الرئيسية لهذه الأداة القانونية التاريخية، التي تهدف إلى حماية البشرية من التهديدات الوبائية.
تعزيز التعاون العالمي لمواجهة الجوائح
يأتي هذا الاجتماع عقب اعتماد جمعية الصحة العالمية التاريخي لاتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الجائحة في 20 مايو 2025. أكد السفير توفار دا سيلفا نونيس، سفير البرازيل والرئيس المشارك لمكتب فريق العمل الحكومي الدولي، أن الاجتماع الذي عقد يومي 9 و10 يوليو يمثل لحظة حاسمة في الجهود العالمية المبذولة لتعزيز الوقاية من الأوبئة والتأهب لها والاستجابة لها. هذا التأكيد يعكس الإجماع الدولي على أهمية العمل المشترك.
من خلال اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الجائحة، أدركت الدول أن التعاون والعمل العالمي القائم على الإنصاف يعدان ضروريين لحماية الناس من الأوبئة المستقبلية. تعمل الدول حاليًا، عبر مجموعة العمل الحكومية الدولية، على تفعيل الاتفاقية وتمهيد الطريق لتنفيذ أحكامها المنقذة للحياة. هذه الجهود تعكس التزامًا قويًا بتحقيق الأمن الصحي العالمي.
خطوات عملية لتنفيذ اتفاقية الجوائح
أنشأت الجمعية العامة فريق العمل الحكومي الدولي ليضطلع، على سبيل الأولوية، بصياغة ملحق لاتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الوصول إلى مسببات الأمراض وتقاسم منافعها والتفاوض بشأنه. يهدف هذا النظام إلى تمكين الوصول الآمن والشفاف والمسؤول إلى المواد والمعلومات والتسلسل الجيني، بالإضافة إلى تقاسم منافعها بشكل عادل. ستعرض نتائج عمل فريق العمل الحكومي الدولي على جمعية الصحة العالمية التاسعة والسبعين في عام 2026 للنظر فيها.
بالإضافة إلى التفاوض على ملحق آلية تنسيق التمويل، كُلّفت مجموعة العمل الحكومية الدولية بمناقشة المسائل الإجرائية وغيرها من الأمور للتحضير لمؤتمر الأطراف في اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الجائحة. كما يشمل نطاق عملها تطوير اقتراح بشأن الشروط المرجعية لآلية التنسيق المالية، مما يضمن وجود إطار مالي مستدام وفعال للاستجابة للأوبئة.
صياغة الملاحق الأساسية للاتفاقية
أعرب ماثيو هاربور، الرئيس المشارك لمجموعة العمل الحكومية الدولية من المملكة المتحدة، عن تشجيعه للتعاون القوي الذي أبدته الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية للمضي قدمًا باتفاقية الجائحة. أكد هاربور أن التعاون العالمي يشكل أساس الاستجابة الفعالة للتهديدات العالمية، مشيدًا بالالتزام الذي أبدته الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية خلال الاجتماع الأول بالعمل معًا لحماية مواطنيها ومواطني جميع البلدان الأخرى. هذا التعاون يعتبر حجر الزاوية في أي استجابة عالمية ناجحة.
اعتمد الاجتماع الأول لفريق العمل الحكومي الدولي منهجية عمله، وحدد الجدول الزمني للأنشطة التي ستعقد قبل انعقاد جمعية الصحة العالمية العام المقبل. كما أقر الفريق آلية التواصل مع الجهات المعنية، وانتخب رؤساء مشاركين ونوابًا لقيادة أعماله المستقبلية. قرر الفريق كذلك اختيار خبراء لتقديم مساهماتهم، وربما عقد جلسة إحاطة غير رسمية قبل الاجتماع الثاني المقرر عقده في الفترة من 15 إلى 19 سبتمبر 2025.