تحول مرتقب.. مشروع تخرج يعيد إحياء حديقة الشلالات ومحيطها بالإسكندرية بالكامل

نجح الطالب ناجي عبد الرازق بكلية التخطيط العمراني جامعة القاهرة في إعادة إحياء حديقة الشلالات التاريخية بالإسكندرية، والتي تضم نباتات وأشجارًا نادرة وتدهورت مع الزمن. حاز المشروع على درجة الامتياز، مقدمًا رؤية شاملة تعيد للحديقة مكانتها وتراثها، وتوفر حلولًا واقعية تعود بالنفع على سكان المدينة.

طموح أكاديمي يعيد الحياة لحديقة الشلالات

بدأ الطالب ناجي عبد الرازق مشروعه البحثي من منطلق الاهتمام بمجال العمران، ساعيًا لاختيار مشروع ذي أهمية تاريخية وإشكالية كبيرة. هدف إلى إحياء التراث المهمل وتقديم حلول واقعية تفيد المواطنين، متجاوزًا النماذج التقليدية لمشاريع التخرج التي تقتصر على تصميم مجاورات سكنية جديدة أو مبانٍ. هذا التوجه يعكس عمق الرؤية والتزامًا بالمسؤولية المجتمعية.

تضمنت دراسة المشروع محاور متعددة للتطوير، شملت دراسة معمقة لسور الإسكندرية القديم والتطور التاريخي لحديقة الشلالات نفسها. كما قام الطالب بدراسة الإسكندرية القديمة وموقع باب رشيد، بالإضافة إلى تحليل حالة التدهور التي وصلت إليها الحديقة حاليًا. وقد استعان ببحث موجود على الإنترنت لإثراء معلوماته، وعمل استبيانات مع الجمهور لقياس رأيهم في الحديقة وتطلعاتهم.

اقرأ أيضًا: قبل الشراء.. مقارنة شاملة بين تويوتا كورولا ورينو ميجان 2025 لمساعدتك على اتخاذ القرار

تحديات الحديقة التاريخية وسبل معالجتها

تتضمن حديقة الشلالات العديد من المعالم الأثرية والتاريخية المهمة، مثل البرج الأثري في الحديقة البحرية، وطابية النحاسين، وصهريج ابن النبيه، والشلالات التاريخية نفسها. كما يضم المكان بقايا سور الإسكندرية القديم المتواجد في الحديقة القبلية، بالإضافة إلى الأشجار النادرة والمعمرة. كل هذه العناصر تمثل كنوزًا تراثية تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة للحفاظ عليها للأجيال القادمة.

تواجه الحديقة تحديات كبيرة تضعف فعاليتها، أبرزها الطرق السريعة المحيطة التي تعزلها عن المناطق السكنية المجاورة وتعيق الربط بين الحديقة القبلية والبحرية. تعاني الحديقة أيضًا من تداخل الاستعمالات والافتقار إلى الأنشطة الجاذبة، إلى جانب إغلاق منطقة المطاعم عند الشلالات وإهمال المباني والآثار والأشجار المعمرة. كل هذه المشكلات تؤثر سلبًا على تجربة الزوار.

رؤية متكاملة لمستقبل حديقة الإسكندرية

تساهم الدراسة بشكل فعال في تلبية احتياجات المستخدمين من خلال استبيانات شاملة واسترجاع الصور التاريخية والمخططات القديمة للحديقة. تقترح الدراسة نقاطًا جديدة لتوليد الدخل لدعم ترميم وصيانة الحديقة، بالإضافة إلى إنشاء جسر أخضر (Green Bridge) يربط بين الحديقة القبلية والبحرية، وربط الحديقة البحرية بالحديقة المجاورة للجامعة. تسعى الخطة لتقليل سرعة الطرق المحيطة وتحويلها إلى “Shared Street” لتسهيل حركة المشاة، مع الحفاظ على طريق أبي قير الرئيسي.

اقرأ أيضًا: انهيار.. ثغرات قاتلة تهدد بإنهاء عصر نظام باتريوت الصاروخي

تتضمن الخطة أيضًا إعادة ترميم وتأهيل مركز شباب الشلالات، وإضافة عروض صوت وضوء على السور الأثري بالحديقة القبلية، وإنشاء مسرح حوله. يقترح المشروع تصميم هيلوغرام يحاكي تاريخ الحديقة والإسكندرية، وربط الحديقة بالحدائق الصغيرة المحيطة، وتصميم محاور بصرية نحو العمود الروماني. كما يشمل إعادة تصميم ميدان الساعة وربط الحديقة بالمقابر اليونانية الكاثوليكية والملعب الأولمبي لتحقيق تكامل الأنشطة، وإعادة إحياء الشلالات.

يقترح المخطط إضافة أنشطة جديدة حول البحيرة، مثل مسار للجري ونقاط مشاهدة، مع الحفاظ على بيت جحا وصورته القديمة والبجع والقارب. أكمل الطالب عمل جهاز التنسيق الحضاري بدراسة المخطط القديم للحديقة، وواجه صعوبة في الحصول عليه. وقد تمكن في النهاية من الوصول إلى مخطط يلبي الاحتياجات الحالية للمستخدمين ويعيد الصورة التاريخية للحديقة، ويزيد مساحتها من 28 إلى 34 فدانًا. من المتوقع أن تتكلف المرحلة الأولى من المشروع نحو 9 ملايين جنيه مصري.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *