شهدت أسعار الذهب قفزة بنسبة 1% يوم الجمعة الموافق 11 يوليو، لتبلغ أعلى مستوى لها خلال أسبوع. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتوجه المستثمرين نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن، وسط تصاعد حاد في حدة الحرب التجارية العالمية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة ومثيرة للجدل.
الذهب ملاذ آمن في مواجهة التوترات التجارية
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية مسجلاً 3355.89 دولاراً للأونصة، في حين شهدت العقود الأمريكية الآجلة ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.3% لتستقر عند 3369 دولاراً. هذه القفزة تعكس بشكل مباشر حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق المالية العالمية، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول أكثر استقراراً.
تداعيات تصعيد ترامب على أسواق الأسهم العالمية
شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعاً واسع النطاق ومقلقاً فور تصعيد الرئيس ترامب لهجومه التجاري الحاد ضد كندا. وقد أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية مشددة بنسبة 35% على واردات كندا، والتي ستدخل حيز التنفيذ ابتداءً من الشهر المقبل، مما أثار قلقاً كبيراً في الأوساط الاقتصادية والتجارية على حد سواء.
بالإضافة إلى ذلك، كشف الرئيس الأمريكي عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات النحاس وبعض البضائع الأخرى القادمة من البرازيل. هذه الخطوات التصعيدية المفاجئة أثارت مخاوف عميقة لدى الأسواق العالمية، ودفعت بحالة الضبابية الاقتصادية إلى مستويات غير مسبوقة، مما يزيد من صعوبة التكهن بمستقبل التجارة الدولية.
توقعات الخبراء لمستقبل الذهب في ظل الضبابية الاقتصادية
أكد أكاش دوشي، المدير العالمي لأبحاث الذهب في شركة “ستييت ستريت غلوبال أدفايزرز”، أن الضبابية الاقتصادية تعود بقوة لتسيطر على المشهد السوقي العالمي. هذا الوضع يعزز بشكل كبير جاذبية الذهب، ويدفعه ليصبح الملاذ الآمن المفضل للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار، خصوصاً بعد أداء قوي للمعدن النفيس في النصف الأول من العام الجاري.
وتوقع دوشي أن يشهد سعر الذهب خلال الربع الثالث من العام الجاري تقلبات ضمن نطاق يتراوح بين 3100 و3500 دولار للأونصة. هذا التوقع يشير إلى استمرار النظرة الإيجابية لأسعار الذهب على المدى القريب، مدعومة بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة التي تدفع بالطلب نحو الأصول الآمنة.
يُعرف الذهب تاريخياً بأنه أصل لا يدر عائداً مباشراً، إلا أنه يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في قيمته خلال فترات القلق الجيوسياسي والاقتصادي العارم. كما يستفيد المعدن الأصفر من انخفاض أسعار الفائدة العالمية، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به مقارنة بالاستثمار في الأصول الأخرى التي تدر دخلاً، مما يجعله خياراً جذاباً في أوقات التحديات الاقتصادية.