شهد مهرجان جلاستونبري البريطاني جدلاً واسعاً وعواقب وخيمة على فرقة “بوب فيلان”، وذلك بعد هتافها العلني بدعم غزة وتحرير فلسطين وإدانة الجيش الإسرائيلي وعمليات الإبادة الجماعية. أثارت هذه التصريحات ردود فعل قوية، حيث باشرت الشرطة البريطانية تحقيقاً في الواقعة، كما ألغت السلطات الأمريكية تأشيرات دخول أعضاء الفرقة، مما يؤكد أن الدعم لإسرائيل يعد الشرط الوحيد المقبول لدى البعض.
إلغاء تأشيرة الفرقة الأمريكية
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين قرارها بإلغاء تأشيرات دخول أعضاء فرقة “بوب فيلان” البريطانية. جاء هذا الإجراء بعد أدائهم المثير للجدل في مهرجان جلاستونبري، حيث هتفوا بشكل صريح بشعار “الموت للجيش الإسرائيلي”، مما أثار غضب واشنطن. الفرقة، المعروفة بأسلوبها الذي يمزج بين موسيقى البانك والهيب هوب، كانت تستعد لجولة فنية في الولايات المتحدة الأمريكية، كان من المقرر أن تبدأ أواخر شهر أكتوبر المقبل وفقاً لمنشوراتها على إنستجرام. لكن خطابها القوي والمعادي للجيش الإسرائيلي على خشبة المسرح الصيفي الأضخم في المملكة المتحدة دفع واشنطن لاتخاذ قرار حاسم بمنع دخولها الأراضي الأمريكية. صرح كريستوفر لاندو، نائب وزير الخارجية الأمريكي، عبر منصة “إكس” قائلاً: “الأجانب الذين يمجدون العنف والكراهية ليسوا زواراً مرحّباً بهم في بلدنا”.
تحقيق الشرطة البريطانية وتصاعد الجدل
اتخذت قضية الهتافات المعادية لإسرائيل، التي أدلى بها مغنيا الراب في فرقة “بوب فيلان” خلال مهرجان جلاستونبري، منعطفاً جديداً مع إعلان الشرطة البريطانية فتح تحقيق رسمي. في السياق ذاته، أفادت الشرطة البريطانية في مقاطعة سومرست، حيث أُقيم الحفل وبُث، بأنها تقوم بتقييم دقيق للتعليقات التي أدلى بها أعضاء “بوب فيلان” إضافة إلى فرقة الراب الأيرلندية “نيكاب” في المهرجان. يهدف هذا التقييم إلى تحديد ما إذا كانت هذه التعليقات تحتوي على أي مخالفة قانونية تستوجب الملاحقة القضائية، مما يزيد من الضغوط على الفرقة ويوسع نطاق التحقيق.
ردود الأفعال الرسمية والدبلوماسية
سارع متحدث باسم الحكومة البريطانية إلى الإعراب عن إدانة بلاده الشديدة للعبارات التي رددها أعضاء فرقة “بوب فيلان” ضد الجيش الإسرائيلي. جاء هذا التصريح السريع تأكيداً على موقف الحكومة الرافض لمثل هذه الخطابات في الفعاليات العامة، بحسب ما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). من جانبها، أعربت السفارة الإسرائيلية في لندن عن انزعاجها الشديد عبر منصة “إكس”، واصفة الخطاب الذي قدمته الفرقة بأنه “تحريضي وبغيض”، مما يعكس عمق الاستياء الدبلوماسي من الحادثة وتأثيرها على العلاقات الثنائية.