في أعقاب الجدل الكبير الذي أحدثه دعم فرقة بوب فيلان البريطانية لفلسطين في مهرجان جلاستونبري، بما في ذلك هتافات “الموت للجيش الإسرائيلي”، أعلنت الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات دخول أعضاء الفرقة. أثار الموقف ردود فعل دولية واسعة، شملت إدانات من حكومتي واشنطن ولندن، وفتح تحقيق للشرطة البريطانية، فيما دافع بوب فيلان عن موقفه مستلهماً من ابنته.
بوب فيلان يدافع عن موقفه المثير للجدل
عبر بوب فيلان عن رأيه بوضوح حول حالة الجدل التي تبعت دعمه العلني لفلسطين خلال مهرجان جلاستونبري الشهير. شارك فيلان عبر حسابه على إنستجرام تفاصيل صباحه الذي تزامن مع تدفق رسائل الدعم والكراهية على هاتفه، مستمعًا لابنته وهي تعبر عن رأيها حول وجبات المدرسة المدرسية في استبيان رسمي. أرادت الابنة وجبات أكثر صحة وتنوعًا وخيارات مستوحاة من ثقافات عالمية مختلفة.
أكد بوب فيلان على أهمية تعليم الأجيال الشابة القدرة على التعبير عن رغبتها في التغيير الذي تراه ضروريًا لتحسين العالم. شدد على أن حماس الكبار قد يخفت مع مرور الوقت ومسؤوليات الحياة، لذا يصبح من الأهمية بمكان إلهام وتشجيع الأجيال القادمة لتحمل مسؤولية المضي قدمًا في هذا المسعى. دعا إلى إظهار كيفية السعي للتغيير، سواء بالاحتجاج في الشوارع أو تنظيم الحملات عبر الإنترنت.
عواقب دعم فلسطين: إلغاء التأشيرات وتحقيقات الشرطة
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية قرارًا يوم الاثنين بإلغاء تأشيرات دخول أعضاء فرقة بوب فيلان البريطانية. جاء هذا القرار الحاسم بعد الأداء المثير للجدل للفرقة في مهرجان جلاستونبري، حيث هتف أعضاؤها بشعار “الموت للجيش الإسرائيلي”. كان هذا الموقف بمثابة نقطة تحول أثرت على مسار الفرقة الفني وجولاتها الدولية.
كانت الفرقة، التي تتميز بمزج فريد بين موسيقى البانك والهيب هوب، تستعد لجولة فنية كبرى في الولايات المتحدة تبدأ في أواخر أكتوبر المقبل. أشارت منشورات سابقة للفرقة على إنستجرام إلى هذه الجولة، لكن خطابها الحاد والمثير للجدل على خشبة أكبر مهرجان صيفي في المملكة المتحدة دفع واشنطن لاتخاذ إجراء فوري بمنع دخولها الأراضي الأمريكية. صرح كريستوفر لاندو، نائب وزير الخارجية الأمريكي، عبر منصة “إكس” أن “الأجانب الذين يمجدون العنف والكراهية ليسوا زوارًا مرحبًا بهم في بلدنا”.
تجاوزت تداعيات القضية الحدود الأمريكية، حيث اتخذت الهتافات المعادية لإسرائيل منعطفًا جديدًا مع فتح الشرطة البريطانية تحقيقًا رسميًا. تقوم شرطة مقاطعة سومرست، التي استضافت الحفل، بتقييم التعليقات التي أدلى بها بوب فيلان وفرقة الراب الأيرلندية “نيكاب” في مهرجان جلاستونبري. يهدف التقييم إلى تحديد ما إذا كانت هذه التعليقات تتضمن أي مخالفة قانونية تستدعي اتخاذ إجراءات إضافية بحق الفرقة.
إدانات دولية لموقف الفرقة
سارعت الحكومة البريطانية إلى إدانة العبارات التي رددها بوب فيلان ضد الجيش الإسرائيلي، معتبرة إياها غير مقبولة. صرح متحدث باسم الحكومة البريطانية بشكل صريح أن المملكة المتحدة “تدين بشدة” هذه التصريحات التي أثارت جدلاً واسعًا محليًا ودوليًا. يؤكد هذا الموقف الرسمي على رفض الحكومة لمثل هذه الهتافات التي تعتبرها تحريضية.
تفاعلت السفارة الإسرائيلية في لندن مع الأحداث عبر منصة “إكس”، معربة عن انزعاجها الشديد من الخطاب التحريضي والبغيض الذي أطلقته الفرقة. وصفت السفارة ما حدث بأنه يمثل ترويجًا للكراهية والعنف، ما يعكس قلقًا عميقًا من تداعيات هذه التصريحات على العلاقات العامة والتصورات المجتمعية. هذا الموقف يعكس حساسية إسرائيل تجاه أي تصريحات تُعتبر معادية لها.