تحول دراماتيكي.. محاولة اغتيال ترامب رصاصة قضت على الديمقراطيين

كشف مؤلفو كتاب صدر حديثا تفاصيل مثيرة حول لحظة تاريخية قلبت موازين انتخابات الرئاسة الامريكية عام 2024. فوفقا لما اورده كتاب “2024: كيف استعاد ترامب البيت الابيض وخسر الديمقراطيون امريكا”، لم تكن محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت الرئيس السابق دونالد ترامب مجرد حادث عابر، بل كانت المحور الرئيس الذي اعاد تشكيل المشهد السياسي، ومهد الطريق لعودته الظافرة الى المكتب البيضاوي. الخبر الذي جاء بتاريخ الجمعة 11 يوليو 2025 في الساعة 05:45 مساء بتوقيت ابوظبي يكشف الابعاد الخفية لتلك الاحداث الحاسمة.

معركة الوجود ونقطة التحول الحاسمة

يصور الكتاب ان ترامب كان يخوض معركة رئاسية ليست مجرد سعي لفترة ثانية، بل كانت صراعا وجوديا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فالعديد من القضايا الجنائية والتحقيقات الفدرالية كانت تلاحقه وتهدد بسجنه لسنوات طويلة. في هذا السياق المتوتر، برزت محاولة الاغتيال الفاشلة في يوليو 2024، خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، لتشكل طوق نجاة غير متوقع لترامب. لقد اتاح له هذا الحدث الدرامي فرصة استغلالها لتعزيز صورته كمرشح لا يخشى التحديات، فرفع قبضته صارخا “قاتل، قاتل!” امام حشود انصاره المتحمسة، الامر الذي عزز من حماسة قاعدته الانتخابية ودفعتهم نحو تاييده بقوة اكبر.

توترات داخلية وتحالفات مفاجئة

على اثر محاولة الاغتيال، سرعان ما لاحظ فريق ترامب تحولا في المزاج العام داخل المعسكر الجمهوري. حتى شخصيات بارزة في عالم الاعمال، مثل مارك زوكربيرغ وجيف بيزوس، بادروا بالتواصل مع ترامب للتعبير عن تقديرهم لشجاعته، وهي اشارة واضحة على تحول المشهد السياسي العام. الا ان الكواليس لم تكن بمنأى عن التعقيدات، خاصة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي في يوليو من العام الماضي. هذا القرار الصادم دفع بنائبة الرئيس كامالا هاريس لتولي الترشح، مما احدث هزة قوية في صفوف فريق بايدن واثر على ديناميكية السباق الرئاسي بشكل كبير.
كما شهدت حملة ترامب ايضا اضطرابات داخلية، مع عودة مستشاريه القدامى امثال كوري ليفاندوفسكي، المعروف بشعاره “دع ترامب يكون ترامب”. هذا الامر ادى الى انقسامات وتوترات بين اعضاء الفريق. لم تخل الحملة كذلك من مواقف اثارت الجدل، مثل تصريحات ترامب حول مهاجرين “ياكلون القطط والكلاب” في اوهايو، والتي سببت استياء بعض مساعديه واثارت جدلا واسعا في وسائل الاعلام الامريكية والعالمية.

اقرأ أيضًا: نقطة تحول.. سامسونج تستعد لإطلاق جالكسي إس 26 كخطوة استراتيجية لتغيير موازين سوق الهواتف.

اختيار نائب الرئيس: من “الدولة العميقة” الى الرمزية

في ظل التهديدات المستمرة على حياته، اتخذ ترامب موقفا حاسما برفضه اختيار اي مرشح يرى ان له ارتباطات بـ “الدولة العميقة”. وقد حذر حينها من ان “عميلا” كهذا قد “يتخلص منه”. كان اختيار شريكه في الترشح محل نقاش وجدل كبير، حيث تردد اسمه بين ماركو روبيو وجي دي فانس. ورغم ان روبيو كان المرشح الاقرب في البداية، الا ان ترامب استقر في النهاية على فانس، الذي كان قد وجه له انتقادات لاذعة في السابق. هذا الاختيار عكس استراتيجية ترامب المعهودة في تحويل اخصامه السابقين الى داعمين له، وهو ما اعتبره مؤلفو الكتاب دليلا على نفوذه القوي وقدرته الفائقة على استقطاب وتحويل المواقف السياسية.

كامالا هاريس: استراتيجية مفقودة وتحالفات متفككة

على الضفة الديمقراطية، واجهت حملة كامالا هاريس صعوبات جمة. ابرزها كان عجزها عن التواصل الفعال مع شرائح واسعة من الناخبين. وظهرت فجوة واضحة بين رسائل الحزب الديمقراطي وواقع الحياة اليومية للمواطنين، خاصة مع تصاعد تكاليف المعيشة وتدهور الاوضاع الاقتصادية. كما اخفقت حملة هاريس في مواكبة التحولات التي طرات على قاعدة ترامب الانتخابية، والتي اتسعت لتشمل مجموعات متنوعة من الناخبين، بما في ذلك فئات الشباب والعمال والاقليات العرقية. هذه الفجوة بين القيادة الديمقراطية والقاعدة الشعبية كانت احد العوامل الرئيسة التي اسهمت في خسارتهم الانتخابات.

دروس من 2024: اختبار النظام الامريكي

يشير الكتاب بوضوح الى ان الحملة الانتخابية لعام 2024 لم تكن مجرد منافسة تقليدية بين شخصين، بل كانت اختبارا حقيقيا للنظام السياسي الامريكي برمته. لقد كشفت تلك الانتخابات عن هشاشة هذا النظام في مواجهة تحديات متعددة ومعقدة. اعتمدت النتيجة النهائية على عوامل متداخلة، ابرزها نجاة ترامب من محاولات الاغتيال، والاخطاء الاستراتيجية الفادحة التي ارتكبها خصومه، الى جانب التغيرات العميقة التي طرات على قواعد التصويت والميول الانتخابية. كما يوضح الكتاب ان الديمقراطيين لا يزالون يعانون من قصور في فهم طبيعة التحولات السياسية والاجتماعية المتسارعة التي تحدث في البلاد، مما يجعلهم غير مؤهلين وغير مستعدين لمواجهة الاستحقاقات والتحديات السياسية القادمة.

اقرأ أيضًا: صدمة اقتصادية: .. تسلا تواجه خسائر حادة وتراجعًا في الطلب أمام صعود الصين

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *