تطور مذهل.. أوروبا على أعتاب ثورة في طائرات القتال بدون طيار

@كشف تقرير حصري عن تطورات استراتيجية مفصلية في مجال الدفاع الجوي الاوروبي، حيث اعلنت شركة هيلسينغ الناشئة الرائدة، ان القارة باتت على بعد بضع سنوات فقط من نشر طائرات مقاتلة بدون طيار. ياتي هذا الاعلان بعد نجاح الشركة في اتمام رحلتين تجريبيتين لطائرات مقاتلة جرى التحكم بها بواسطة انظمة ذكاء اصطناعي متطورة، مما يؤشر الى تحول غير مسبوق في استراتيجيات الدفاع العالمية.

اختبارات جوية ناجحة تؤسس لمستقبل الدفاع

وبحسب معلومات اوردتها صحيفة فاينانشال تايمز، فقد سمحت شركة هيلسينغ، المتخصصة في حلول الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي، لبرنامجها المتطور بالتحكم بطائرة مقاتلة من طراز جريبن اي، من انتاج شركة ساب السويدية العملاقة. جرت هذه المناورات الحاسمة فوق مياه بحر البلطيق خلال شهري مايو و يونيو الماضيين، مما شكل خطوة نوعية نحو دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات القتال الجوي.

وصرحت ستيفاني لينغمان، المديرة الاولى لقسم الطيران بالشركة، بان هذه التجارب التي شهدت وجود طيار امان داخل الطائرة كاجراء احتياطي، قد برهنت على سرعة التقدم المذهل الذي تشهده هذه التكنولوجيا. هذا الانجاز يضع اوروبا في طليعة الدول الساعية لتعزيز قدراتها الدفاعية عبر حلول مبتكرة.

اقرأ أيضًا: قوة مطلقة.. إليك 5 ميزات حاسمة تجعل iPhone 17 Pro أقوى هاتف في 2025

قفزة نوعية: سنوات لا عقود للنشر

اكدت لينغمان خلال حديثها من مكاتب الشركة في ميونيخ، ان تبني القوات الجوية لبرنامجهم ضمن بيئات العمليات الحقيقية لن يستغرق “سنوات لا عقود”. واضافت بثقة ان هذا التطور الكبير يتوقع ان يتحقق خلال هذا العقد الجاري. هذه الرؤية تشير الى جدول زمني متسارع يتجاوز التوقعات التقليدية في مجال تطوير ونشر التكنولوجيا العسكرية.

وكشفت لينغمان ايضا ان نظام الذكاء الاصطناعي “سنتور” التابع لهيلسينغ، قد استطاع اكتساب مليون ساعة من الخبرة الجوية في 72 ساعة فقط. هذا الرقم يتفوق بشكل ساحق على معدل الخبرة لافضل الطيارين البشر الذين يحققون حوالي 5000 ساعة طيران على مدار مسيرتهم المهنية. واشارت الى ان هذه القدرة على التعلم السريع تمكن الانظمة من تحقيق “اداء خارق” والتكيف الفوري مع الظروف المستجدة، مع تجنب تعريض الطيارين لمواقف خطرة. وقالت، “لهذا السبب يعد هذا الامر ثوريا للغاية”.

تحول جذري في مفهوم القتال الجوي عالميا

تعمل الجيوش حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والصين، بجد على تعديل طائراتها المقاتلة الحالية وتطوير اجيال جديدة من الطائرات بدون طيار المعروفة باسم “الجناح المخلص”. هذه الطائرات المصاحبة مصممة للعمل جنبا الى جنب مع المقاتلات التقليدية لتعزيز قدراتها القتالية بشكل غير مسبوق.

اقرأ أيضًا: إنذار.. جيش الاحتلال: صافرات تدوي بمناطق إسرائيلية قرب غزة

ويصف العقيد كيفن اندرسون من القوات الجوية الامريكية هذا التوجه بانه “تحول جذري في القتال الجوي حول العالم”، وذلك في مقال كتبه مؤخرا لمركز كفاءة القوة الجوية المشتركة التابع لحلف شمال الاطلسي (الناتو). هذا يؤكد على ان التوجه نحو دمج الذكاء الاصطناعي ليس محليا بل هو ظاهرة عالمية تشكل مستقبل الصراعات المسلحة.

وعند استفسارها عما اذا كانت هذه التقنية ستلغي الحاجة للطيارين البشر تماما، توقعت لينغمان فترة انتقالية طويلة. واشارت الى ان الطيارين سيقودون الطائرات اولا بالتزامن مع برامج الذكاء الاصطناعي التي ستقدم لهم المساعدة في اداء المناورات المعقدة وكشف التهديدات المحتملة. واضافت، “اعتقد اننا سنشهد عقودا نرى فيها كلا الامرين، ثم سينتقل المشغلون تدريجيا، كما هو الحال مع الطائرات المسيرة، الى ادوار مختلفة”.

هيلسينغ: نمو صاروخي مدفوع بالتغيرات الجيوسياسية

على الرغم من تاسيسها قبل اربع سنوات فقط، نمت شركة هيلسينغ بسرعة مذهلة لتصبح واحدة من ابرز الشركات الناشئة في اوروبا. ويعزى هذا النمو المتسارع الى مجموعة عوامل ابرزها الحرب الدائرة في اوكرانيا وتراجع الدور الامريكي في الامن الاوروبي، مما ادى الى اندفاع واسع النطاق لاعادة التسليح في القارة.

في يونيو الماضي، قادت شركة الاستثمار التابعة لمؤسس سبوتيفاي، دانيال ايك، جولة تمويل ضخمة بقيمة 600 مليون يورو. هذه الجولة قدرت قيمة المجموعة التقنية بـ 12 مليار يورو، مما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين بقطاع الدفاع والتكنولوجيا المتطورة.

وبدات هيلسينغ تركيزها بشكل كامل على انتاج برامج الذكاء الاصطناعي للاسلحة الحالية والمستقبلية. لكنها توسعت منذ ذلك الحين لتشمل انتاج طائراتها المسيرة وغواصاتها المسيرة، مما يوسع نطاق تاثيرها في المشهد الدفاعي.

وعلى الرغم من ان الشركة اسست على يد ثلاثة المان، الا ان لها مكاتب في لندن وباريس بالاضافة الى ميونيخ وبرلين. وتسعى هيلسينغ بوضوح لتقديم نفسها كشركة اوروبية شاملة، وذلك في وقت تسعى فيه القارة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتشجيع الانتاج المحلي لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية المتنامية.

الابعاد الاخلاقية للحروب ذاتية التشغيل

يثير التوسع في صناعة الاسلحة ذاتية التشغيل تساؤلات جوهرية حول ابعادها الاخلاقية والمساءلة القانونية ومستقبل الحروب نفسها. هذه التقنيات تحمل في طياتها تغييرات عميقة في طبيعة الصراع البشري وتتطلب نقاشا مجتمعيا واسعا.

صرح انطوان بورديس، نائب رئيس شركة هيلسينغ للذكاء الاصطناعي، بان البشر كانوا دائما محور عملية صنع القرار عند نشر اسلحة هيلسينغ وانظمة برمجياتها. هذا التاكيد ياتي لطمئنة المخاوف المتعلقة بالاستقلالية الكاملة للانظمة القتالية.

لكنه شدد في الوقت نفسه على اهمية الا تتردد اوروبا في تطوير تقنيات الضربات ذاتية التشغيل. واكد قائلا: “اذا لم نفعل ذلك في اوروبا، بقيمنا الخاصة، فسيتم ذلك في مكان اخر.” هذا التصريح يسلط الضوء على سباق التسلح التكنولوجي العالمي ويشير الى ضرورة ان تحدد اوروبا مسارها الخاص وفقا لمبادئها الاخلاقية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *