عودة غير متوقعة.. تناقضات مثيرة للجدل لترامب على “روبوتروث”

أطلقت شركة “تروث سوشيال”، منصة التواصل الاجتماعي التابعة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أداة بحث جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي. الأداة، التي لا تزال في مرحلة الاختبار، قدمت إجابات تناقض تصريحات ترامب السابقة حول قضايا مثل الرسوم الجمركية ونتائج انتخابات 2020. تُثير هذه التناقضات تساؤلات حول تحديات دقة معلومات أدوات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في ظل سعي بعض الجهات لتطوير منصات بديلة لوسائل التواصل الاجتماعي التقليدية.

أداة بحث جديدة بالذكاء الاصطناعي على منصة تروث سوشيال

أعلنت شركة “تروث سوشيال” عن إطلاق أداة بحث جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، واصفة إياها بـ “الاختبار التجريبي العام”. تعتمد الأداة على تقنية شركة “بيربليكسيتي” وتقدم إجابات مباشرة على استفسارات المستخدمين. وتُروج “تروث سوشيال” للأداة باعتبارها مصدراً للمعلومات الموثوقة، لكنها أثارت جدلاً بتقديمها إجاباتٍ تُناقض تصريحات ترامب السابقة.

اقرأ أيضًا: مسؤولية وطنية.. رئيس هيئة الرقابة المالية: المشاركة بالانتخابات واجب

تناقضات بين أداة البحث وتصريحات ترامب

أظهرت اختبارات أجرتها صحيفة واشنطن بوست تناقضات بين إجابات أداة البحث وتصريحات ترامب. على سبيل المثال، نفت الأداة أن تكون الرسوم الجمركية لها تأثير إيجابي ضخم على سوق الأسهم، خلافاً لما زعمه ترامب. كما أشارت إلى انخفاض جرائم العنف، مُخالفةً ادعاءات ترامب بأن الجريمة في واشنطن “خارجة عن السيطرة تماماً”.

تحديات دقة معلومات أدوات الذكاء الاصطناعي

تُسلط هذه التناقضات الضوء على التحديات التي تواجه مطوري أدوات الذكاء الاصطناعي في التحكم الكامل في دقة المعلومات التي تقدمها. فعلى الرغم من تدريب هذه الأدوات على كميات هائلة من المعلومات، إلا أن طبيعتها “الصندوق الأسود” تُصعب التنبؤ بإجاباتها وضمان دقتها وموضوعيتها.

مصادر معلومات أداة البحث

أشارت واشنطن بوست إلى أن العديد من إجابات أداة البحث ارتبطت بمصادر إعلامية محافظة مثل فوكس نيوز ونيوزماكس وواشنطن تايمز، دون تحديد واضح لهذه المصادر داخل الأداة. أكد متحدث باسم “بيربليكسيتي” أن “تروث سوشيال” استخدمت خاصية “اختيار المصدر” لتحديد المواقع التي تعتمد عليها الأداة، مؤكداً التزام الشركة بتطوير ذكاء اصطناعي دقيق.

جدل حول تصريحات ترامب بشأن الذكاء الاصطناعي

يأتي هذا الجدل في وقتٍ وقّع فيه ترامب الشهر الماضي أمراً تنفيذياً يهاجم “الذكاء الاصطناعي الواعي”، داعياً إلى تطوير أدوات ذكاء اصطناعي “باحثة عن الحقيقة” و”محايدة”. ويُثير هذا التناقض بين دعوات ترامب وسلوك أداة البحث على منصته تساؤلات حول مدى التزامه بمبادئ الموضوعية والحياد.

اقرأ أيضًا: تعاون إبداعي محلي.. سيفورا تحتفل بيوم رائدات الأعمال

مقارنة إجابات أداة البحث مع تصريحات ترامب

الموضوع تصريح ترامب إجابة أداة البحث
الرسوم الجمركية تأثير إيجابي ضخم على سوق الأسهم الأدلة لا تدعم هذا الادعاء
الجريمة في واشنطن خارجة عن السيطرة تماماً انخفاضات كبيرة في جرائم العنف

مستقبل أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي

تُثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل أدوات البحث بالذكاء الاصطناعي ودورها في تشكيل الرأي العام. ففي حين يسعى البعض لتطوير منصات بديلة لوسائل التواصل الاجتماعي التقليدية، يبقى التحدي الرئيسي هو ضمان دقة المعلومات التي تقدمها هذه الأدوات ومنع استخدامها للترويج لمعلومات مضللة أو منحازة. يبقى السؤال مطروحاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون حقاً “باحثاً عن الحقيقة”؟