تعد بذور الشيا من الأطعمة الخارقة الغنية بالعناصر الغذائية، لكن الإفراط في تناولها قد يحمل مخاطر صحية غير متوقعة. يتجاوز تأثيرها مجرد الفوائد الغذائية ليصل إلى مشكلات هضمية خطيرة أو تفاعلات مع أدوية معينة، ما يستلزم الحذر والالتزام بالجرعات الموصى بها لتجنب أضرار قد تهدد الصحة العامة.
أضرار صحية غير متوقعة لبذور الشيا
أصبحت بذور الشيا جزءًا لا يتجزأ من الأنظمة الغذائية الصحية، لقيمتها الغذائية العالية. ولكن، حذر خبراء التغذية من أن الإفراط في تناول هذه البذور، المعروفة علميًا باسم سالفيا هيسبانيكا، قد يؤدي إلى سلسلة من الآثار الجانبية. تتراوح هذه المشكلات من اضطرابات هضمية بسيطة وصولًا إلى مضاعفات صحية تتطلب اهتمامًا خاصًا. يجب على المستهلكين فهم هذه المخاطر قبل دمجها بشكل مكثف في نظامهم اليومي.
رغم أن بذور الشيا تُعرف بقدرتها على مكافحة الإمساك بفضل محتواها الغني بالألياف، فإن تناول كميات مفرطة منها قد يسبب انتفاخًا مزعجًا وغازات مؤلمة وآلامًا في المعدة. تزداد هذه الأعراض سوءًا خاصةً عند عدم شرب كميات كافية من الماء بالتوازي مع الألياف الزائدة. لذلك، يُنصح بإدخال بذور الشيا تدريجيًا إلى النظام الغذائي، وتناولها منقوعة لتقليل هذه الآثار الجانبية.
من المخاطر الجادة، وإن كانت أقل شيوعًا، هو خطر الاختناق، خصوصًا عند تناول بذور الشيا جافة ثم شرب الماء مباشرة بعدها. تتميز بذور الشيا بقدرتها الهائلة على امتصاص الماء، فقد تصل إلى 27 ضعف وزنها، مما يجعلها تنتفخ بسرعة داخل المريء. يمكن لهذا الانتفاخ أن يؤدي إلى انسداد المريء، وهو أمر خطير بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في البلع.
على الرغم من ندرتها، يمكن أن تثير بذور الشيا ردود فعل تحسسية لدى بعض الأفراد. تظهر أعراض الحساسية عادةً على شكل حكة جلدية، ظهور خلايا النحل، تورم في الوجه، أو حتى ضيق في التنفس، وهو ما يستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا. وقد سجلت بعض الحالات التي عانت فيها الأكزيما أو الدوخة بعد استهلاك بذور الشيا، مما يؤكد ضرورة الحذر لمن لديهم تاريخ من الحساسية الغذائية.
تفاعلات دوائية ومخاطر خاصة: حذر عند تناول الشيا
تُسهم بذور الشيا في تنظيم مستويات السكر في الدم عبر إبطاء امتصاص الكربوهيدرات، وهو ما يعد ميزة صحية لمن يعانون من السكري. لكن، قد يؤدي استهلاك كميات كبيرة منها بالتزامن مع أدوية السكري إلى انخفاض مفرط وخطير في مستويات سكر الدم، يعرف باسم نقص سكر الدم. لذا، من الضروري جدًا مراقبة المؤشرات الحيوية واستشارة الطبيب المختص قبل دمج بذور الشيا بكميات كبيرة في النظام الغذائي لمن يتناولون أدوية السكري.
تدور نقاشات علمية حول حمض ألفا لينولينيك (ALA)، وهو حمض دهني نباتي بوفرة في بذور الشيا. بينما تربط دراسات عديدة حمض ALA بتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة متنوعة، أظهرت مراجعة علمية أخرى أن الإفراط في تناوله قد يزيد بشكل طفيف من احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا. يتطلب هذا الجدل إجراء المزيد من الأبحاث المعمقة لحسم العلاقة وتوضيح التأثيرات الدقيقة على صحة البروستاتا.
الجرعة المثلى لتجنب مخاطر بذور الشيا
لتجنب الأضرار المحتملة والاستفادة القصوى من بذور الشيا، يوصي الأطباء بالالتزام بالجرعة اليومية الموصى بها. تبلغ هذه الجرعة حوالي 28 جرامًا يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا ملعقتين ونصف كبيرتين. إن الحفاظ على هذه الكمية المعتدلة، بالإضافة إلى تناولها منقوعة في الماء أو مضافة إلى الأطعمة السائلة، يقلل بشكل كبير من المخاطر ويضمن الاستفادة من كل فوائدها الصحية دون إضرار.