أعلنت شركة «كور ويف» الفرنسية المتخصصة بالتقنيات الحيوية، في سابقة طبية عالمية، نجاح أول عملية زرع لمضخة قلب من الجيل الجديد. هذه المضخة تحاكي عمل القلب الطبيعي باستخدام “غشاء متموج”، وقد زُرعت لمريض يعاني قصوراً قلبياً متقدماً في سيدني بأستراليا. يمثل هذا الإنجاز تحولاً جذرياً في علاج أمراض القلب المزمنة ويقدم أملاً جديداً.
يُعد هذا الإنجاز الذي أُعلن عنه أمس، إنجازاً تقنياً وطبياً غير مسبوق. يأتي هذا الابتكار ليُحدث تحولاً جذرياً في أساليب علاج أمراض القلب المزمنة على مستوى العالم. تهدف هذه المضخة إلى تعزيز جودة حياة المرضى الذين يعانون من حالات قلبية حرجة.
طُورت المضخة المبتكرة على مدى سنوات طويلة في مقر شركة «كور ويف» بمدينة كليشي، في منطقة أوت دو سين شمال فرنسا. تعد هذه المضخة الأولى من نوعها عالمياً، كونها لا تعتمد على الآلية الدوّارة التقليدية لضخ الدم.
تستوحي المضخة الجديدة حركتها المتموجة من طريقة سباحة بعض الكائنات البحرية، وذلك بهدف ضخ الدم بطريقة تحاكي نبض القلب السليم. يوفر هذا التصميم المبتكر حركة أكثر طبيعية وفعالية، ما يقلل من الضغط على الدم والأنسجة المحيطة بالقلب.
آلية عمل المضخة المبتكرة
أشارت الشركة، في بيان لها، إلى أن المريض الأسترالي الذي خضع للجراحة قبل ثلاثين يوماً، غادر المستشفى. وقد أكد المريض شعوره بتحسن واضح وملموس مقارنة بوضعه الصحي قبل العملية. اختفت أعراض التعب وضيق التنفس التي تعد من أبرز مظاهر القصور القلبي الحاد.
أفاد الجراح القلبي الدكتور بول يانز، الذي أشرف على العملية، أن الجهاز الجديد يحافظ على النبض الطبيعي للقلب. ويُعد هذا تطوراً ثورياً في مجال دعم الدورة الدموية، مما يعزز فعالية العلاج. أكد الدكتور يانز أن هذا النوع من المضخات قد يمهد الطريق لعصر جديد في الرعاية القلبية المتقدمة.
تحسين جودة حياة المرضى
أوضحت «كور ويف» أن المضخة الجديدة تهدف بشكل أساسي إلى تقليل المضاعفات التي تتسبب بها المضخات التقليدية. تشمل هذه المضاعفات الشائعة الجلطات الدماغية والنزيف وقصور الجانب الأيمن من القلب، بالإضافة إلى أمراض صمامات القلب. يسهم هذا الابتكار في تحسين سلامة المرضى بشكل كبير.
إشادة دولية وآمال مستقبلية
لاقى هذا الابتكار الطبي المذهل إشادة رسمية واسعة، وكان من أبرز المشيدين به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كتب ماكرون في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي: “إنه أمل لملايين المرضى الذين يعانون قصور القلب. تهانينا للفرق العاملة، يمكنكم أن تفخروا بإنجازكم”. يعكس هذا الدعم مدى أهمية المشروع.
يُشكل هذا النجاح نقطة تحول كبرى في مجال علاج أمراض القلب عالمياً. يفتح الابتكار آفاقاً جديدة للمرضى الذين يعانون من قصور القلب المتقدم، مقدماً لهم بديلاً فعالاً وأكثر أماناً. يعزز هذا الإنجاز مكانة فرنسا كمركز رائد في التقنيات الحيوية المتقدمة.