انطلقت في مدينة بامبلونا الإسبانية فعاليات مهرجان سان فيرمين الشهير، وسط أجواء احتفالية صاخبة غطت الساحات باللونين الأبيض والأحمر. يجمع هذا التقليد السنوي التاريخي بين الفولكلور الشعبي وسباقات الثيران المثيرة للجدل، ويشهد هذا العام هتافاً مميزاً لدعم القضية الفلسطينية.
انطلاق فعاليات سان فيرمين: أجواء احتفالية ونداء عالمي
افتتح المهرجان بإطلاق “تشوبينازو”، الصاروخ الرمزي الذي يرمز إلى بداية الاحتفالات. انطلق الصاروخ من شرفة بلدية بامبلونا، وسط صيحات وهتافات الآلاف من المحتفلين الذين احتشدوا في الساحات، معلنين بدء هذه المناسبة الفريدة.
تخللت الأجواء الاحتفالية هذا العام هتاف لافت وغير مألوف، وهو “فلسطين حرة”، الذي دوّى في أرجاء المدينة خلال مراسم الافتتاح. يعكس هذا الهتاف تفاعلاً غير تقليدي بين التقاليد المحلية والتضامن مع القضايا العالمية، مضيفاً بعداً جديداً للمهرجان.
المهرجان بين التقاليد العريقة وتحديات الجدل
بالإضافة إلى الأجواء الاحتفالية، يعتبر مهرجان سان فيرمين حدثاً يمزج بين الفلكلور الإسباني وسباقات الثيران، وهو جوهر المهرجان. تجذب هذه السباقات أعداداً كبيرة من المشاركين والمشاهدين من كافة أنحاء العالم، لتشكل العنصر الأكثر إثارة للجدل.
يواجه المهرجان انتقادات مستمرة من المدافعين عن حقوق الحيوان، الذين يعتبرون سباقات الثيران ومصارعتها عملاً قاسياً وغير إنساني. على الرغم من هذه الاعتراضات، يواصل مهرجان بامبلونا جذب الزوار، مؤكداً على مكانته كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي الإسباني.
جاذبية عالمية وتراث إسباني متجدد
يستقطب مهرجان سان فيرمين الزوار من شتى أنحاء العالم سنوياً، بفضل مزيجه الفريد من التقاليد العريقة والموسيقى والرقص. يتسابق الآلاف من المغامرين والسياح في شوارع المدينة الضيقة أمام الثيران، ما يخلق تجربة لا تُنسى ومليئة بالإثارة.
يعيد المهرجان صياغة ملامح التراث الإسباني كل عام بزخم جديد، مقدماً لوحة احتفالية تعكس تاريخ إسبانيا الغني وتقاليدها الشعبية. يبقى مهرجان سان فيرمين مناسبة تجمع بين التشويق والفولكلور، مستمراً في إبهار زواره وتجديد نفسه باستمرار.