تشهد منطقة الجزيرة السورية حالياً حالة من الغليان والتوتر المتصاعد بين القبائل والعشائر العربية من جهة، و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) من جهة أخرى. هذا التوتر ينذر بتصعيد محتمل في المنطقة.
تأهب القبائل العربية.. رفض للوصاية والانفصال
كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن القبائل والعشائر العربية في الجزيرة السورية على أهبة الاستعداد للتحرك، وأنها تنتظر اللحظة المناسبة لذلك. وأشارت المصادر إلى أن هذه الاستعدادات تأتي في ظل “حالة غليان” ترفض ما تسميه «الوصاية الأجنبية والانفصال عن سوريا»، في إشارة واضحة إلى نفوذ «قسد». كما شددت المصادر على ضرورة “التحاق جميع مكونات الشعب السوري بالدولة”، مؤكدة رفضها لأن يكون أبناء العشائر مجرد تابعين لمشروع لا يمثلهم.
“قسد” بين تأييد البعض واتهامات التمييز
تتعدد وجهات النظر بين العشائر بخصوص دور «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)؛ فبينما ترى بعض العشائر أن «قسد» تُعد حليفًا مهمًا للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة مع استمرار تهديدات تنظيم «داعش» وغيره من الجماعات المتطرفة، تتهم عشائر أخرى هذه القوات بممارسات تمييز ضد العرب. وتشمل هذه الاتهامات تهميشهم في الإدارة المحلية للمناطق، والاستئثار بالثروات الطبيعية، تحديداً النفط والمياه، دون عدالة في التوزيع أو المشاركة.
تصعيد جديد: بيان القبائل وموقف محافظ دير الزور
وفي خطوة تصعيدية جديدة في مناطق شمال وشرق سوريا، أصدر شيوخ ووجهاء عشائر عربية بيانًا رسميًا موجهًا إلى قيادة «التحالف الدولي». طالب البيان بوضوح بوقف الدعم المقدم لـ«قسد»، وكذلك لجميع التشكيلات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة السورية. وفي السياق ذاته، أعلن محافظ دير الزور أن الخيار العسكري ضد «قسد» لا يزال مطروحًا كخيار أخير، وذلك في حال فشلت جميع المساعي والجهود التفاوضية السلمية معها.