شهد قطاع غزة تصعيداً عنيفاً خلال الساعات الماضية، تركز شمالاً في جباليا بقصف جوي مكثف، بالإضافة إلى استهداف شقق سكنية ومنازل بمسيرات وسط مدينة غزة. تزايدت أعداد الضحايا بشكل ملحوظ، مع استهداف مراكز إيواء النازحين ومناطق انتظار المساعدات، مما خلف عشرات الشهداء والجرحى في عدة مواقع بالقطاع.
تصاعد العنف شمال القطاع
ركز التصعيد الأخير في قطاع غزة على الشمال، وتحديداً بلدة جباليا التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية مكثفة. كما استهدفت طائرة مسيّرة شقة سكنية قرب شارع الجلاء وسط مدينة غزة، فيما أطلقت مسيّرة انتحارية أخرى على سطح منزل قرب مفرق الشيخ رضوان الشرقي، مما يعكس تصعيداً متزامناً ومستمراً.
بالإضافة إلى ذلك، أصيب ثلاثة مواطنين جراء قصف استهدف المنطقة الغربية لمدينة غزة، وتحديداً عند “قصر الميناء”. هذا المبنى، الذي كان في السابق مأوى للنازحين، تعرض لاستهداف مباشر، مما أدى إلى سقوط ضحايا بين المدنيين في منطقة مكتظة بالنازحين.
استهداف مراكز الإيواء وتزايد الشهداء
تؤكد المصادر الطبية أن أعداد الشهداء في تصاعد مستمر، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية مراكز الإيواء بشكل متكرر. كان أبرز تلك الاستهدافات مدرسة مصطفى حافظ التي شهدت ارتقاء سبعة عشر شهيداً، بينهم ثمانية أطفال وثلاثة أسرى محررين كانوا قد أبعدوا من الضفة الغربية إلى قطاع غزة ضمن صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011.
كما استُشهد نحو أربعين مواطناً نتيجة قصف استهدف مناطق قرب مراكز التوزيع الأمريكية. وقعت هذه الحوادث الدامية أثناء انتظار المدنيين عبور شاحنات المساعدات قرب محور “نتساريم” جنوب مدينة غزة، مما يبرز الخطر الكبير الذي يواجه الباحثين عن الغذاء والمساعدات الأساسية.
مخاطر استهداف منتظري المساعدات
وصل أغلب الشهداء جراء القصف المستمر إلى مستشفى دار الشفاء لتلقي الإسعافات أو لتوثيق حالات الوفاة. في الوقت نفسه، تم انتشال جثامين آخرين من شمال مخيم البريج ونقلهم إلى مستشفى العودة بمخيم النصيرات، مما يدل على اتساع نطاق الاستهداف في مناطق مختلفة من القطاع.
بينما استقبل مستشفى ناصر في خان يونس أكثر من ثلاثين شهيداً في حصيلة مؤلمة. بعض هؤلاء الضحايا قدموا من مناطق انتظار المساعدات في غرب رفح وشمالها، بينما كان آخرون من خيام النازحين في منطقة “المواصي” التي ادعى الجيش الإسرائيلي سابقاً أنها منطقة آمنة للمدنيين.
لم تتوقف المجازر عند هذا الحد، فقد تعمد الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية قصف منتظري المساعدات في منطقة “التحلية” بخان يونس. أسفر هذا الهجوم الوحشي عن استشهاد عشرة مواطنين تم نقلهم أيضاً إلى مستشفى ناصر، مما يعكس واقعاً مرعباً حيث الموت يتربص بالفلسطينيين في كل مكان، وبشتى الأشكال، في ظل استمرار القصف واستهداف الأبرياء بشكل منهجي.