سجلت عملة البيتكوين قفزة تاريخية اليوم الخميس، متجاوزة 112 ألف دولار، مدعومة بتزايد الطلب من المستثمرين المؤسسيين والسياسات الداعمة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. يعكس هذا الارتفاع زخمًا قويًا، ويؤكد اهتمامًا متزايدًا بالعملات المشفرة كأصل استثماري رئيسي في الأسواق العالمية حاليًا.
قفزة البيتكوين التاريخية وتداعياتها
صعدت البيتكوين إلى مستوى قياسي غير مسبوق بلغ 112,743.49 دولارًا، قبل أن تقلص مكاسبها الطفيفة وتستقر مرتفعة بنسبة 1.7% عند نحو 112,621.63 دولارًا في أحدث التداولات. تُظهر هذه الحركة السعرية القوية ثقة المستثمرين المتزايدة في العملة المشفرة الرائدة كأصل استثماري ذي إمكانات نمو واعدة.
تُتداول البيتكوين حاليًا أعلى بنحو 50% مقارنةً بأدنى مستوياتها المسجلة مطلع أبريل الماضي، مما يعكس تعافيًا كبيرًا. بلغت مكاسبها السنوية نحو 19%، وهي نسبة تقترب من العوائد التي حققتها أسهم شركات كبرى مثل Nvidia وMicrosoft وأعضاء مجموعة «Magnificent Seven» خلال الفترة نفسها، مما يؤكد جاذبيتها التنافسية.
دوافع الارتفاع ودور المستثمرين
يُعزى الارتفاع التاريخي في سعر البيتكوين إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها تزايد الطلب من جانب المستثمرين المؤسسيين الذين يبحثون عن فرص استثمارية بديلة. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت السياسات الداعمة التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليًا في تعزيز الثقة بالعملات المشفرة ودعم نمو السوق.
تُظهر بيانات التداول أن أحجام التعاملات على منصة Coinbase، كبرى بورصات العملات المشفرة في الولايات المتحدة، ما تزال منخفضة نسبيًا. قد يشير هذا إلى أن كبار المستثمرين المؤسسيين يفضلون حاليًا تجميع العملة عبر صناديق البيتكوين الفورية المتداولة في البورصة (ETFs)، بدلًا من عمليات الشراء المباشر عبر البورصات التقليدية.
تحليلات فنية ومستقبل العملة
نجح سعر البيتكوين يوم الأربعاء في اختراق الحد العلوي للقناة الهابطة التي ظل يتحرك بداخلها مؤخرًا، مما يمهّد الطريق أمام استمرار الزخم الصعودي. يؤكد مؤشر القوة النسبية (RSI) هذا الاتجاه الإيجابي مع بقائه دون مستويات التشبّع الشرائي، مما يمنح العملة مساحة إضافية للارتفاع واستكشاف مستويات سعرية جديدة.
بالاعتماد على أدوات التحليل الفني، يمكن للمستثمرين تحديد هدف صعودي محتمل باستخدام مبدأ القياس. وفقًا لهذه الطريقة، يُقدَّر الهدف المقبل للبيتكوين عند مستوى 146,400 دولار تقريبًا، ما يعني احتمال تحقيق مكاسب إضافية قد تصل إلى 32% مقارنة بمستويات الأسعار الحالية.
في حال حدوث أي موجة تصحيح في الأسعار، يوصي الخبراء بمراقبة مستوى 107,000 دولار كأول منطقة دعم رئيسية. يقع هذا المستوى مباشرة أسفل الحد العلوي للقناة الهابطة المكسورة، ويتوافق أيضًا مع المتوسط المتحرك لـ50 يومًا وقمم الأسعار المسجلة في شهري ديسمبر ويناير الماضيين، مما يجعله نقطة دعم قوية.
أما في حال فشل المشترين في الحفاظ على هذا المستوى الدفاعي المهم، فقد يُفتح المجال أمام هبوط إضافي لاختبار دعم أقرب إلى حدود 100,000 دولار تقريبًا. تُعد هذه المنطقة فرصة محتملة للمتداولين الباحثين عن نقاط دخول جديدة، إذ تتقاطع مع خط الاتجاه السفلي للقناة الهابطة ومع نطاق نشاط التداول التاريخي الذي يعود إلى نوفمبر من العام الماضي.